jozef002 Admin
عدد المساهمات : 6107 26799 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 09/04/2010 العمر : 32
| موضوع: روشتة أنيس منصور.. دواء دون فاتورة طبيب الجمعة ديسمبر 03, 2010 6:40 am | |
| ء دون فاتورة طبيب القاهرة - mbc.net لم نجد ما نقوله لمريض وحيد في أحد المستشفيات. صحيحٌ أنه لم يمت بعد، لكن الورود حول سريره وتحت سريره وفي الطريق المؤدية إليه، كأنه مات وقد دُفن حيًّا؛ دفنه أحب الناس إليه. إنهم لم يتعجَّلوا وفاته، إنما أرادوا أن يخففوا عنه.. أن يخففوا عنه ماذا؟ هو يسأل. إنهم لا يعرفون ما شكواه؛ فإذا سألوه أشار إلى العقاقير حوله، أو أشار إلى الطبيب، لكننا لا نفهم في العقاقير، ولا نريد أن نعرف، ويكفي أن نراه ملقى في فراشه لا يقوى على القعود، وإذا قعد لا يقوى على أن ينام، ويجب أن نساعده في كل الأحوال. ولكن عندما زاره أخوه القادم من أمريكا لكي يراه بعد عشرات السنين من الغربة، وجدناه يحضنه ويقول: "أنا أعرفك أكثر من كل هؤلاء.. أنت طول عمرك تحب أن يلتف حولك الناس وتوجع قلوبهم عليك.. أنت الذي قتلت أمنا رحمة الله عليها. لقد أوهمتها بأنك مريض لا شفاء لك.. فبكت دماً ودمعًا حتى جفت الدموع والدماء، يرحمها الله. وأنا أراهن كل الأطباء إن عرفوا ماذا عندك. أنا فقط الذي يعرف. وغدًا سوف تكون أحسن حالاً من اليوم؛ لأنني جئت، ولأن أختنا التي تعيش في أستراليا قد جاءت. وأنا أراهن على ذلك"!. معجزة وواصل الشقيق القادم من أمريكا لومه لأخيه قائلاً: "لا بد أن الشاعر اللبناني العظيم إيليا أبو ماضي كان يقصدك أنت بالذات عندما قال: أيهذا الشاكي وما بك داء *** كيف تغدو إذا غدوت عليلاً إن شر الجناة في الناس نفس *** تتوخى قبل الرحيل الرحيلا وترى الشوك في الورود وتعمى *** أن ترى فوقها الندى إكليلاً ثم أخرج من حقيبته لفافة قد كتب عليها هذه الأبيات وعلَّقها وراءه على الحائط.. "هاها".. هذا صوت المريض لأول مرة من عشرين يومًا!. وجاء الطبيب وأمسك يده يريد أن يعرف الضغط؛ نظر إلينا الطبيب واحدًا واحدًا، وقال: "يجب أن أخلع مسوح الأطباء. وأن تلبسوها أنتم؛ فالذي أراه اليوم وألمسه معجزة.. خذوه معكم، ثم ألقوا هذه العقاقير في الزبالة". ------------ * مقال للكاتب أنيس منصور نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط". | |
|