قبل أربع سنوات ، تلقى المنتخب الياباني لكرة القدم صدمة كبيرة عندما خرج
صفر اليدين من الدور قبل النهائي لبطولة كأس آسيا 2007 التي كان مرشحا بقوة
لإحراز لقبها خاصة وأنه كان يمتلك جميع المقومات التي تؤهله للدفاع عن
اللقب القاري.
ولذلك يسعى المنتخب الياباني إلى تكرار المحاولة وتحقيق النجاح هذه المرة
عندما يخوض فعاليات كأس آسيا 2011 التي تستضيفها قطر من السابع إلى 29
كانون ثان/يناير الحالي.
ونال المنتخب الياباني دفعة معنوية هائلة قبل عدة شهور عندما نجح في بلوغ
الدور الثاني ببطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا لتكون المرة الأولى
التي يتجاوز فيها الدور الأول للمونديال خارج أرضه حيث سبق له أن نجح في
ذلك مرة واحدة فقط من قبل في مونديال 2002 الذي استضافته بلاده بالمشاركة
مع جارتها كوريا الجنوبية.
ولكن عبور الدور الأول في مونديال 2010 لم يكن كافيا لإرضاء طموح الجماهير
اليابانية التي تجاوز حلمها عبور الدور الأول في البطولة العالمية وأصبحت
رغبتها هي المنافسة على بلوغ الأدوار النهائية.
وتبدو الفرصة سانحة أمام المنتخب الياباني لوضع حجر الأساس لعصر جديد من
الإنجازات بعدما نجح خلال العقدين الماضيين في إحراز لقب كأس آسيا ثلاث
مرات ليصبح واحدا من ثلاثة منتخبات فقط تحرز اللقب ثلاث مرات.
وعلى الرغم من تأخر المشاركة الأولى لليابان في البطولة القارية حتى
البطولة التاسعة والتي أقيمت عام 1988 في قطر نجح الفريق في ترك بصمته
سريعا وتوج بلقب البطولة التالية والتي استضافتها بلاده عام 1992 ثم أحرز
اللقب مجددا في بطولتي 2000 و2004 بينما خرج من دور الثمانية في بطولة 1996
وبالمركز الرابع في البطولة الماضية عام 2007 .
ويأمل المنتخب الياباني في أن يحالفه التوفيق هذه المرة في ثاني مشاركة له
ببطولة آسيا في قطر حيث غاب عنه التوفيق في عام 1988 وخرج الفريق من دور
المجموعات لتكون أول وأسوأ مشاركة له في البطولة حتى الآن.
ولم يجد المنتخب الياباني (محاربو الساموراي) صعوبة كبيرة في بلوغ نهائيات
كأس آسيا 2011 حيث تصدر الفريق المجموعة الأولى في التصفيات بعدما خسر
مباراة واحدة فقط في مسيرته بالتصفيات وكانت في ضيافة نظيره البحريني.
وفي باقي المباريات ، حقق المنتخب الياباني نتائج رائعة حيث تغلب على منتخب
هونج كونج 6/صفر و4/صفر وحسم تأهله قبل آخر مباراة له في التصفيات.
وسجل الفريق 17 هدفا في التصفيات ليبرهن على قوة هجومه ودفاعه بعدما اقتصر
عدد الأهداف التي اهتزت بها شباكه على أربعة أهداف في ست مباريات خاضها
بالتصفيات.
ورغم عبور الفريق للدور الأول (دور المجموعات) في بطولة كأس العالم 2010
بجنوب أفريقيا ، لجأ الاتحاد الياباني للعبة إلى تعيين المدرب الإيطالي
ألبرتو زاكيروني في منصب المدير الفني خلفا للمدرب الوطني تاكيشي أوكادا
أملا في أن يطرق الفريق أبوابا جديدة وأن يبدأ في الفترة المقبلة عهدا
جديدا من الإنجازات.
وحقق زاكيروني بالفعل نجاحا كبيرا في الشهور الماضية التي قضاها مع الفريق
وكانت أبرز محطاته مع الفريق هي الفوز على الأرجنتين وباراجواي والتعادل مع
كوريا الجنوبية في المباريات الودية التي خاضها في الفترة الماضية.
وإلى جانب الخبرة التدريبية التي يتمتع بها زاكيروني ، تضم صفوف المنتخب
الياباني مجموعة متميزة من اللاعبين ومن بينهم بعض المحترفين في أندية
أوروبية كبيرة مثل شنجي كاجاوا نجم هجوم بوروسيا دورتموند الالماني ولاعب
خط الوسط كيسوكي هوندا المحترف في سيسكا موسكو الروسي.
كما تضم صفوف الفريق مهاجما من طراز فريد وهو شنجي أوكازاكي هداف الفريق في التصفيات برصيد ستة أهداف.
كل هذه الأمور مع السرعة التي يتمتع بها لاعبو المنتخب الياباني تجعله في
مقدمة المرشحين للفوز باللقب الأسيوي هذه المرة ولاسيما أن مهمته لن تكون
صعبة بدرجة كبيرة في الدور الأول حيث يواجه الفريق اختبارا قويا وحيدا في
مواجهة المنتخب السعودي بينما يتفوق في الخبرة والإمكانيات على المنافسين
الآخرين في المجموعة وهما منتخبا سوريا والأردن.