أهكذا أبدا تمضي أمانينا
نطوي الحياة وليل الموت يطوينا
تجري بنا سفن الأعمار ماخرة
بحر الوجود ولا نلقى مراسينا؟
بحيرة الحب حياك الحيا
فلكم كانت مياهك بالنجوى تحيينا
قد كنت أرجو ختام الام يجمعنا
واليوم للدهر يرجي تلاقينا
فجئت أجلس وحدي حيثنا
أخذت عيني الحبيبة أي الحب تلقينا
هذا أنينك ما بدلت نغمته
وطال ما حكلت فيه أغانينا
وفق شاطئك الأمواج ما برحت
تلاطم الصخر حينا والهوى حينا
وتحت أقدامها يا طالما طرحت
من رغوة الماء كف الريح تأمينا
هل تذكرين مساء فوق مائك إذ يجري
ونحن سكوت في تصابينا؟
والبر والبحر والأفلاك مصصغية معنا
فلا شيء يلهيها ويلهينا
إلا المجاديف بالأمواج ضاربة
يخال إيقاعها العشاق تلحينا
إذا برنة أنغام سحرت بها
فخلت أن الملا الأعلى يناجينا
والموج أصغى لمن أهوى
وقد تركت بهذه الكلمات الموج مفتونا
يا دهر قف، فحرام أن تطير بنا
من قبل أن نتملى من أمانينا
ويا زمان الصبا دعنا على مهل
نلتذ بالحب في أحلى ليالينا
خذ الشقي وخذ معه تعاسته
وخلنا فهناء الحب يكفينا
هيهات هيهات أن الدهر يسمع لي
فالوقت يفلت والساعات تفنينا
أقول لليل قف والفجر يطرده ممزقا منه
سترا بات يخفينا
فلنغنم الحب مادام الزمان بنا يجري
ولا وفة فيه تعزينا
مادام في البؤس والنعمى تصرفه إلى الزوال
فيبلى وهو يبلينا
تالله يا ظلمة الماضي ويا عدما
في ليله الأبدي الدهر يرمينا
مازال لجك للأيام مبتلعا
فما الذي أتى بالأيام تجرينا
ناشدتك الله قولي وإرحمي ولهنى
أترجعين لنا أحلام ماضينا؟
فيا بحيرة أيام الصبا أبد
تبقين بالدهر والأيام تزرينا
تذكار عهد التصابي فاحفظيه لنا
ففيك عهد التصابي بات مدفونا
على مياهك في صفو وفي كدر
فليبق ذا الذكر تحييه فيحيينا
وكلما صافحتك الريح في سحر
أو حركت قصبات عطفها لينا
أو فاح في الروض عطر فليكن لك ذا صوتا
يردد عنا ماجرى فينا
أحبها وأحبته وما سلما من الردى
رحم الله المحبينا