عضنا الدهر، ها إننا من قديم بعيدا عن البحر
نسمع كل غريب، ونسأل عبر الغياهب ريح الفصول...
آخر العهد بالبحر إذ غيرته السيول
آخر العهد بالبحر إذ لوثته المدينة
ليس في البحر شبر فيرجى وما لوثته سفينة...
آخر العهد بالبحر إذ أخذنا الغزاة سبايا
دفعتنا إلى الشرق،
ينآى المحيط وتشرق أيامنا من وراء مرايا...
إنه زمن أطفأته السريرة
فأطفأها واستحال رمادا، وما أشعلته العشيرة
أيها البحر إنا حملناك فينا نقيا، على البعد
بين الجنون وبين البكاء،
أتسمح ما أنزل السوق فوق اللسان، فإنا اشترينا وبعنا
وما رسمته الحقول على الوجه والظهر من ألم وندوب
وما تركته المواخر في اللحم من درن ووحول..؟
نحن في السوق أو في المواخر أو في الحقول
جسد أحرقته شموس البراري،
وحاصرة الوقت بين لحوم العبيد وبين قرون الوعول...