اسطورة بحر ايجة
يقال بأن مينوس حاكم مدينة كنوسوس في جزيرة كريت كان له من الأبناء ثلاثة , أكبرهم يسمى أندروجيوس وقد كان أندروجيوس قوياً ذكياً محباً للألعاب الرياضية بأنواعها , والأخرى فتاة جميلة تسمى أريادني , وقد كان ابنه الثالث والأخير غريباً وعجيباً ومغايراً عن بقية الجنس البشري , إذ كان له جسد إنسان ورأس ثور , وقد كان هذا الابن يسمى المينوتوروس , ويقال بأن كان نهماً بافتراس البشر , ولخوف والده منه وعليه قرر حبسه في ممرات قصره , ذلك القصر المسمى بقصر (التيه) نظراً لكثرة ممراته ودهاليزه , استمر الحال على ماهو عليه حتى سمع أندروجيوس بمسابقة رياضية كبيرة يقيمها حاكم أثينا أيجيوس في مدينته , فذهب إليها وفاز في جميع الألعاب , فاغتاض الحاكم أيجيوس من ذلك وقرر قتله , وبالفعل انتهت حياة أندروجيوس إثر مؤامرة دُبرت له من قِبل الحاكم أيجيوس وأعوانه , وعندما سمع والده الحاكم مينوس بما حدث لابنه قرر الانتقام من أثينا ومن حاكمها , وبالفعل سار إليهم بجيوشه وقام بأكل الأخضر واليابس , وليس هذا فحسب بل وصل الأمر بمينوس أن فرض على أيجيوس أن يُرسل قرباناً كُل تسع سنوات إليه مؤلف من سبعة شبان وسبعة فتيات من أجل تقديمهم وجبة غذائية دسمة لابنه المحبوس في القصر المينوتوروس , حتى أتى الدور على أن يصبح أحد الذاهبين كقربان إليه من الشبان السبعة ابن الملك أيجيوس ثيسيوس , وقد كان ثيسيوس يفكر باستخراج أهالي مدينته من هذا الذل وهذه المهانة التي فرضها عليهم الملك مينوس بأن يقتل ابنه الوحشي , وعندما علم والده أيجيوس بنيته على قتل الوحش أعطاه الأشرعة البيضاء وقال له وأنتم عائدون من البحر ارفعوها لأعلم بأنك قد نجحت وحييت لأن الشبان والشابات الماضين كانوا برحلتهم إلى حتفهم يرفعون الأشرعة السوداء تعبيراً عن الحزن والحداد , وهناك قابل ثيسيوس أريادني ووقعوا بغرام بعض , فقررت أريادني مساعدة عشيقها على أخيها , فأعطته كرة من الخيط ربطت أولها بباب القصر حتى يستطيع ثيسيوس معرفة طريقه وأن لايتوه أثناء العودة , وبالفعل استطاع ثيسيوس قتل المينوتوروس والعودة لبقية الشبان والشابات الذين ماأن علموا بانتصاره حتى قاموا بالرقص واحتضان بعضهم بعضا تشاركهم الفرحة أريادني , وهم في غمرة الفرحة أثناء عودتهم نسوا أن يرفعوا الأشرعة البيضاء بدل السوداء , وقد كان أيجيوس ينتظر مجيء ابنه على شاطئ البحر , وماأن رأى الأشرعة السوداء حتى تبادر إلى ذهنه بأن ابنه الحبيب لقلبه قد قتل ولم ينجح فقام برمي نفسه في البحر من شدة حزنه على فراق ابنه الآتي للقياه , ومذ ذلك الوقت تقول الأسطورة بأن البحر (بحر إيجة) سُمي بهذا الاسم نسبة ً إلى أيجيوس الحازن على ابنه.