jozef002 Admin
عدد المساهمات : 6107 26857 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 09/04/2010 العمر : 32
| موضوع: النصيحـــــــــــــــــــــة الخميس نوفمبر 11, 2010 1:11 am | |
| عن تميم بن أوس الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) رواه مسلم.
النصيحة شأنها عظيم في دين الإسلام ، لذلك جاء هذا الحديث ليؤكد مكانتها وعلو منزلتها ،، وهي بلا شك دليل من أدلة تلاحم وتعاضد المسلمين فيما بينهم ،، فأن تنصح اخاك وتبين له ما يخفى عليه في بعض الجوانب ،، فيهتدي الى جادة الحق ووطريق الصواب ،، وبالتالي تكسب محبته وتكسب انسانا كان سيهوي او يتخذ قرارا ربما يكون خاطئا يؤثر عليه وعلى مجتمعه ،، النصيحة عندما تؤدى يراد منها الخير ،، وفتح أفاق ارحب للتفكير لدى الشخص ،، فقد تكون الصورة لديه قاتمة ،، وزواية الرؤية ضيقة ،، فتأتي هذه النصيحة فتوضح له الصورة وتوسع له دائرة الافق ليرى أمره من جميع جوانبه ،، ولكن للاسف فهم معنى النصيحة هذه الايام بمفهوم خاطئ ،، لا يمت لها بصلة ،، فالواقع المعاش يقول أن الناصح يقدم كلامه على أنه نصحية ولكن في نهاية الامر يتضح لك أنه كأنما يأمرك أمرا ،، فإن قبلت رحب وهلل ،، وإن رفضت نصيحته اكفهر وعبس وقطب الجبين ،، بل قد يصل الامر الى مقاطعتك لانك لم تستمع او لم تأخذ بنصيحته ،، وهؤلاء كثر بيننا ،، نصبوا أنفسهم في مكان الحل والربط وانهم الادرى والاعلم بالمصلحة العامة والخاصة ،، وأن لديهم من الخبرة والتجارب ما يجعل نصائحه تقوم مقام الاحكام واجبة التنفيذ وليست الاحكام الغيابية ،، البعض الاخر ،، يحرص على تقديم النصيحة وجعل نفسه في مقدمة الناصحين والساعين الى فعل الخير ،،ولكن يخونه التفسير وتخونه المعلومات المتوفرة لديه ،، فينصح على أساس ما سمعه وعلم به ،، دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن المعلومة من مصادرها الاساسية ،، حتى تأتي نصيحته في مكانها ،، ويستفاد منها ،، فقد تحدث خصومة بين شخصين ،، فيسمع من احدهما دون الاخر ،، فيبني نصيحته على أساس كلام الاول له دون أن يأخذ برأي الطرف الأخر ،، فيصاب بالحرج الشديد عندما يأتي الى الرجل الثاني ويلومه في تصرفه وينصحه بنصحية مبنية على أساس ما سمعه من كلام ،، ثم يتفاجأ بكلام الطرف الاخر ،، فيهدم بالتالي مابناه في سبيل النصح ويقف موقف المحرج من هذا الرجل ،، كيف انه نصح وسعى للاصلاح ولكن دون سماع كامل وجهات النظر كبيرها وصغيرها ،،
النصيحة أمرها عظيم وشأنها كبير ،، ولكنها لاتأتي بإجبار احد على قبولها ،، فأنت قل ما لديك من نصح وابتغ الاجر من رب العباد ،، ولا تسأل هل قبلت أم لا ،، فإن قبلت فالحمدلله ،، وإن لم تقبل فلا ضير في ذلك ،، واحرص قبل ان تنصح ان تتجتمع لديك كافة خيوط ما تريد ان تنصح فيه حتى لا تقع في الحرج وتصاب باللوم ،، قد تأتي النصيحة ولا اعمل بها لأنني أرى من منظور الخاص ما لا يراه الاخرون ،، فإذا لا تلح في نصيحتك ،، ولا تتطالب بتطبيق وجهة نظرك ،، ولا تحرص أن تكون أنت الحاكم الاول في اي قضية كانت ،، قل رأيك واترك لغيرك أتخاذ القرار ،،
قفلة : شكرا لك من أسدى الي نصيحة ،، وجزاه الله خيرا ،،
أبو البراء الزهراني 27/11/ 1431هــ | |
|