الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبد الله
وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد، ...
جاء في البخاري أن
رجلان من المهاجرين والأنصار تشاجرا
فَقَالَ الأَنْصَارِىُّيَا لَلأَنْصَارِ. وَقَالَ الْمُهَاجِرِىُّيَا لَلْمُهَاجِرِينَ
فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
مَابَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ
قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ .
فَقَالَ:
دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ
فقوله صل الله عليه ويلم : " منتنة " أي قبيحة كريهة مؤذية ,
وقبحها ظاهر حيث إنها تحيي بعض أمر الجاهلية كذكر النسب أو الوطن
على سبيل الإفتخار والتكبر على الآخر التي ابطلها الاسلام
وقد جاء في حديث للنبي صل الله عليه وسلم انه قال:
لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي
ولا أبيض على أسود ولا أسود على أبيض
إلا بالتقوى الناس من آدم وآدم من تراب
وقال الله تعالى :
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
( الحجرات : 13 )
فالأكثر تقوى هو الأكرم عند الله
والأنساب لا تغني شيء عن العبد
ولعل من اسباب تخلف الأمة وتفرقتها
افتخارنا وتعصبنا لنسب اولوطن
فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :
نحن قوم اعزنا الله بالاسلام فاذا ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله
من هذا الباب انصح اخواني واخواتي
ان يكون افتخارنا وولائنا لله ولرسوله ولدينه العظيم ....
ولا نكون كمن استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير
وصدق الشاعر حيث قال:
أبي الإسلام لا أب لي سواه *** إذا افتخروا بقيسٍ أو تميمِ
إن يختلف ماء الوصال فمـاؤنا *** عذبٌ تحدَّر من غمامٍ واحدِ
أو يفترق نسب يؤلف بيننا *** دين أقمناه مقام الوالد