أيّتها الريح الغربية الهائلة،
يا نسمةً من كيان الخريف،
أنتِ التي من وجودك غير المرئيّ
تنساق كأشباحٍ هاربة من أمام ساحر
الأوراقُ الميتة مطرودة،
جماعات جماعاتٍ.. صفراء وسوداء وشاحبة
حمراء من حمّى السلّ ومصابة بالطاعون
أنتِ التي تقودين البذور المجنّحة
إلى مضجعها الشتائيّ المظلم
حيث ترقد كل منها هادئةً واهية،
كجثةٍ هامدة في قبرها،
تقودينها حتى تهبّ أختك السماوية
أيام الربيع وتنفخ في بوقها
فوق الأرض الساهية الحالمة،
وتملأ، وهي تسوق البراعم الحلوة،
كقطعان تتغذى من الهواء
تملأ بالألوان والروائح والعطور
التلال والسهول
أنتِ أيتها الروح الهائجة المتنقلّة في كل مكان
والمجتاحة المهدّمة، والواقية الحافظة ،
إسمَعيني.. إسمَعيني..!
***
آهِ لو كنت ورقةً مائتة يمكنك أن تحمليني،
لو كنت غيمة مسرعةً أطير معك،
أو موجة أخفق تحت تأثير قوّتك
وأقاسمكِ قوة عزمك وحركة شدّتك..
..آه لو كنت كذلكَ
إذاً لما أجهدتُ نفسي مبتهلاً
في حاجتي المؤلمة الموجعة،
ارفعيني كموجةٍ.. كورقةٍ.. كغيمة،
فأنا ملقى على أشواك الحياة،
وإني منها لأَدْمى
وحملُ الزمان الفادح
كبّل وحنى
واحداً مثلك
جريئاً نشيطاً.. متجبّراً أَنوفا.."