رقصة مع الأرض

مخلوق من نور عيون البشر و دموع امانيهم ,
لا تخرج من كونه إلا لتتنفس صبحا ورديا وتعود إليه ,
لا تنظر للقرصان علي انه مسلوب العين ولكن منحه الله هدية واحدة ,
لا تنظر لليل علي انه ظلام دامس ولكن قل نور مختبأ سيعود ,

لا تخرج من نور الحب إلا بظل الامل ,
فالشمس الحارقة تتصيد يأسك كي تقتل صبحك ,
الأمل غدير ينساب من كف ملائكة تجتاح الزهر,
الأمل وليد الحكمة وصوت السماء ,
الأمل سفينة نور تبحر في شرايينك فلا تضيق عليها الطريق بيأسك ,


من يأمل في تلك الدنيا له قلبان ,
قلب ينسي به ماضيه,
وقلب متفائل بما سيأتيه ,
من يأمل يجد الأرض بساطا خفيفا لا يسمع فيها طقطقة الكعوب ,
ولا يجد عليها زهر دابل أو نور الشمس يموت ,

فأجعل من أحلامك عود من ياسمين تلف به خاصرتك ,
وتدور وترقص به مع دوران الأرض,
لا تجعلها تسبقك بخطوة ,
در معها فهي تطلب منك رقصة واحدة,
وتمد لك يدها كل صباح بأمل ان تقبل منها الدعوة ,

لا تسترق السمع علي ما سيأتي ,
فمستقبلك حديث الغرف المغلقة في السماء ,
لن تسمع ابدا ما يدور هناك ,
ولكن حاول ان تتمناه الأجمل,
فصوت دعائك صوت اخر في الغرفة قد يرجح كفتك في غد أفضل ,

حاول ان لا تموت بدمعة ,
ولكن بوصية أمل علي اطراف اصابعك ,
ليعود نبضك في الدنيا في صدور اخري ,

لا تنظر للناس وتتوقع منها الشر ,
بل انظر لهم كأنواع عطور وتوقع دائما الشذي الاطيب ,
حتي العطر الذي لن يعجبك لن تؤذيك رائحته ,
فالدنيا تسير بذوقك أنت , واملك أنت ,

ولا تنظر للشرير علي انه مخلوق من نار وانت من نور ,
ولكن قل فقد الأمل في لحظة ,
فخرج منه النور , فحاول ان تهديه الي بيت من نور جديد ,
وحاول ان تخرج منه الجمال الدفين ,

لا تنظر ابدا للغيم علي انه مطر قادم فقط ,
بل لوحة من لوحات الله..ليريك كيف يكون اللون القاتم احيانا بشرة خير ,
وكيف تكون العتمة تبشيرا بالبركات ,
وكيف تكون اليأس تبشيرا بالأمل ,

فأقبل علي الأمل لتجده بابك ,
وتجده مفتاح حياتك ونجاتك ,
واجعل من قلبك واحة نور نخيلها الحب ورملها الأمل ,

فالدنيا أمل باق ,
والحب أمل يبقي ,
والله أمل سيبقى