ماهو الهم الأكبر الذي يسيطر على حياتك؟

بسم الله الرحمن الرحيم

قال صلى الله عليه وسلم :
((من كان همه الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة،
ومن كانت نيته الدنيا فرّق الله عليه ضيعته وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له))


من خصائص الانسان انه لابد أن يعيش ولديه هم ، فلكل منا هموم يحملها في صدره - منها ما هو دنيوي ومنها ما هو أخروي.

الهموم الدنيوية : وما أكثرها مثل الوظيفة - احتياجات الاسرة - تجديد الموبايل - أخبار الفريق الكروي


الهموم الأخروية : مثل يوم القيامة والمصير فاما الى الجنة أو الى النار - تحصيل العلم النافع - بر الوالدين - التخلص من حقوق العباد - أحوال المسلمين.

الانسان يعيش في وسط كل هذه الهموم ، لكن ينبغي عليه أن يتخفف من شواغل الدنيا وهمومها ويجعل همّه الرئيسي هو الآخرة ، وهذا هو ما أرشدنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((من جعل الهموم همّاً واحداً هم المعاد كفاه الله همّ دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديته هلك)) ابن ماجه


ماهو الهم الأول والاكبر الذي يسيطر على حياتك ؟

حاول أن تكتب كل الهموم التي تهمك في ورقة، وانظر الى أهمها وأكثرها شغلاً لبالك، ثم انظر كم من هذه الهموم للدنيا وكم منها للآخرة. عندها ستعرف هل همك الرئيسي هو الدنيا أم الاخرة.



كيفية التخلص من هموم الدنيا :

العلم :

1- التعرف أكثر على خالقك (الله) : - العلم بأسماء الله الحسنى وصفاته العُلا التي بينها لنا لكى نعرفه بها - تدبر آيات القرآن - التفكر في مخلوقات الله - القراءة وسماع دروس العلم بهذا الخصوص.

2- العلم بحقيقة الدنيا وأحوال الاخرة : - التفكر بأحوال الدنيا التي هي دار شقاء وفناء - تدبر آيات القرآن التي تتحدث عن الدنيا وعن الاخرة التي هي دار نعيم وبقاء - القراءة وسماع دروس العلم بهذا الخصوص.


الصلاة :
عن حذيفة قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى) أبو داود


دعاء الله عز وجل :
عن أبي سعيد الخدري قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له أبو أمامة فقال: ((يا أبا أمامة ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة، قال: هموم لزمتني وديون يا رسول الله، قال: أفلا أعلمك كلاما إذا أنت قلته أذهب الله عز وجل همك وقضى عنك دينك، قال: قلت: بلى يا رسول الله، قال: قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل همي وقضى عني ديني)) أبو داود


الاستغفار :
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب))

الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) :
عن أبي بن كعب قال يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك))



وبذلك إن شاء ستتخفف من هموم الدنيا ويكون همك الرئيسي هو الاخرة وعندها سيجمع الله لك شملك ويجعل غناك في قلبك وتأتيك الدنيا وهي راغمة.

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا