تلك هي الدنيا

---

يحكى أن رجلاً كان يمشي في الغابة حيث
الطبيعة الخلابة وحيث توجد الأشجار الطويلة...
وكان يتمتع بمنظر الأشجار وهي تحجب أشعة الشمس من شدة كثافتها، ويستمتع
بتغريد العصافير ويستنشق عبير الزهور التي تنتج منها الروائح الزكية .

وبينما هو مستمتع بتلك المناظر..!!!
سمع صوت عدوٍ سريع، و الصوت في ازدياد ووضوح...

التفت الرجل الى الخلف...
وإذا به يرى أسداً ضخماً منطلقاً بسرعة خيالية نحوه...

أخذ الرجل يجري بسرعة والأسد وراءه...
وعندما أخذ الأسد يقترب منه رأى الرجل بئراً قديمة...
فقفز الرجل قفزة قوية في البئر، وأمسك بحبل البئر الذي يُسحب به الماء وأخذ
يتمرجح فيه..

وعندها التقط أنفاسه وهدأ روعه وسكن زئير الأسد...

وفجأة رأى ثعباناً ضخم الرأس عريض الطول بجوف البئر...
وفيما هو يفكر بطريقة يتخلص منها من الأسد والثعبان، وجد فأرين أحدهما أسود
والآخر أبيض يصعدان إلى أعلى الحبل...

وبدءا يقرضا الحبل... وانهلع الرجل خوفا، وأخذ يهز الحبل بيديه بغية أن
يذهب الفأرين...

وأخذ يزيد عملية الهز حتى أصبح يتمرجح يميناً وشمالاً بداخل البئر...وراح
يصطدم بجوانبه القاسية...

وفيما هو يصطدم أحس بشيء رطب ولزج ضرب بمرفقه... وإذا بذلك الشيء، عسل
النحل ...
حيث أنها تبني بيوتها في الجبال وعلى الأشجار وكذلك في الكهوف...

فقام الرجل بالتذوق منه فأخذ لعقة... وجده طيباً جداً، فكرر ذلك...
ومن شدة حلاوة العسل نسي الموقف الصعب الذي هو فيه...وتابع أكل العسل......


وفجأة استيقظ الرجل من النوم ...

فقد كان حلماً مزعجاً.......!!!

قرر الرجل أن يذهب إلى شخص يفسر له الحلم...
فذهب إلى عالم وأخبره بالحلم...

فضحك العالم وقال : ألم تعرف تفسيره ؟!!!

قال الرجل: لا..!!!

فقال له: الأسد الذي يجري وراءك هو ملك الموت...

والبئر الذي فيه الثعبان هو قبرك..

والحبل الذي تتعلق به هو عمرك...

والفأران الأسود والأبيض هما الليل والنهار يقصون من عمرك .....

فقال الرجل: والعسل ؟؟

قال العالم: هي الدنيا التي من حلاوتها أنستك أن وراءك موت وحساب...


كثير من الأحيان وكأغلبنا نقف وقفات طويلة لنتذوق العسل...
وفي كل مرة نزيد في كمية العسل التي تذوقها...وننسى أن نتذوق الألذ من ذلك
العسل...


من الممكن أن تفيدنا هذه القصة في تدريب دورات تحفيظ القرآن كدعوة لنتذوق
الألذ...