39700 تاريخ التسجيل : 01/01/1970
| موضوع: عادات جديدة ابتكرتها العائلات الجزائرية الجمعة أغسطس 12, 2011 1:50 am | |
| عادات جديدة ابتكرتها العائلات الجزائرية شراء كتب الطّبخ والأواني المنزلية لإعطاء حلّة جديدة للمطابخ الجزائرية في شهر رمضان جزائريات يستعنّ بكتب الطّبخ لإرضاء أزواجهنّ وحمواتهنّ.. وكلّ السبل متاحة للحصول عليها تعوّدنا مع حلول كل مناسبة دينية، على ارتفاع أسعار كافة المواد الاستهلاكية، ليقابلها من جهة أخرى تهافت المواطنين على هذه المواد بشكل يفوق العادة نوعا ما، وتزداد هذه الظواهر مع اقتراب كل موسم أو مناسبة دينية، ويعدّ شهر رمضان الكريم من أهم المناسبات التي تكثر فيها هذه التصرفات.
- فبالإضافة إلى تهافت المواطن الجزائري على اقتناء مختلف أنواع المواد
الاستهلاكية، على غرار اللحوم والخضر والفواكه، ها هو اليوم يتهافت على اقتناء مختلف أنواع الأواني المنزلية، وكتب الطّبخ، وباتت تشهد إقبالا كبيرا من طرف ربّات البيوت اللاّئي اعتدن شراءها مع حلول كلّ رمضان، والغريب في الأمر أنّهنّ أصبحن يستعملن أي طريقة للحصول عليها، حتّى الشّجار!
- جولة قصيرة قادتنا لمختلف الأسواق الشعبية والمحلات المتخصصة في بيع
الأدوات المنزلية وكتب الطّبخ، اكتشفنا من خلالها مدى العرض الكبير والطلب الأكبر على هذه السلع، أياما قليلة قبل حلول الشهر الكريم، صحون وقدور بأشكال وأنواع مختلفة، وألوان عديدة تخطف الأبصار وتستهوي النساء.
- وخلال تلك الجولة، لفت انتباهنا انتشار عشرات الباعة الفوضويين في كل
من سوق بن عمار بالقبة، باش جراح، بلكور وساحة الشهداء، عارضين أعدادا هائلة من الأواني المنزلية، تتنوع بين الزجاجية والفخارية، العادية أو المُزركشة، ومختلف الكتب الخاصّة بالطّبخ الجزائري، وحتّى المشرقي والمغاربي، ولا تكاد ترى ما يعرضونه لالتفاف النسوة حول طاولاتهم.
- ارتفاع أسعار الأواني لم يمنع الجزائريات من تغيير عادة شرائها مع
حلول كل شهر رمضان، والأهمّ في الأمر وما شدّ انتباهنا خلال الجولة التي قادتنا عبر مختلف أسواق العاصمة، أن أسعار الأواني عموما ارتفعت، والصّحون والقدور بصفة خاصّة، بالنظر إلى الإقبال الكبير عليها في هذه المناسبة.
- فبالنسبة لصحون "الشُّربة" ذات الحجم الصغير، التي كانت أثمانها
تتراوح بين 45 و60 دج للصحن الواحد، ارتفعت مؤخّرا إلى 70دج فما فوق، وقد تصل في بعض الأحيان إلى 140دج بالنسبة للفخارية، أما الصحون العادية فتجاوزت أسعارها 100دج للصّحن، وقد تصل إلى 180دج بالنسبة للمستوردة منها.
- وفيما يتعلق بالقدور، فقد ارتفعت أسعارها هي الأخرى باختلاف أنواعها،
لتبقى أسعار القدور الفخارية التي تلقى إقبالا كبيرا هي الأغلى، باعتبار أنها ميزة رمضان الذي لا يحلو طبخه إلا بنكهة الفخار، حيث تتراوح أسعارها ما بين 600 دج إلى 1500 دج، بحسب الحجموالنوعية.
- شجارات بسبب كتب الطبخ والشعار "روسات ولا طيح روح"
- يخيل إليك عند المرور على بائعي كتب الطبخ، أن الجزائريات اليوم فقط
بدأن تَعلُّم الطبخ، فإصرارهن على اقتناء تلك الكتب يوحي إلى المتجوّل أن هناك مأكولات جديدة تعيد الحياة إلى الموتى، أو أنها تعيد إلى آكلها شبابه، من فرط إلحاحهن على شراء تلك الكتب، مهما كانت الأثمان والطرق المؤدية إلى الحصول عليه.
- ومن المشاهد الغريبة التي واجهناها خلال جولتنا، أصوات تعالت من إحدى
طاولات بيع الكتب، ولدى اقترابنا منها، وجدنا امرأتين تتشاجران، ومع ارتفاع حدّة الشّجار قمنا بمحاولة الاستفسار عن الأمر، ليخبرنا البائع الذي عانينا من أجل الوصول إليه، نظرا للجمع الغفير من النسوة اللواتي التففن حول طاولته، بأنّ سبب الشجار يعود الى إصرار كل واحدة على الوصول إلى الطاولة لاختيار واقتناء كتاب الطبخ.
- وعند سؤالنا إياه عن مبيعات كتب الطبخ، أجاب: "أن نسبة مبيعات هذا
النوع من الكتب مستقرة وقليلة على مدار السنة، لكن باقتراب شهر رمضان، تتهافت النساء على شرائها، ويزداد الطلب عليها بكثرة، وعند اقتراب عيد الفطر في الأسبوع الأخير من الشهر، يبدأ الطلب على كتب الحلويات".
- وبائع آخر في ساحة أودان أجابنا: "النسوة هنا يشترين كتب الطبخ مهما
كان مبلغها، حيث تختلف أسعارها باختلاف المؤلّفة أو"الطبّاخة"، فكتب الطباخة المغربية "شميسة" مثلا، يفوق سعرها 2500 دج، وتباع كما لو أنها غير مكلّفة، فقط من أجل ضمان مطبخ متنوّع الأطباق والنكهات".
- ازدهار تجارة كتب الطّبخ قُبيل حلول شهر الصيام، مردّه بالدرجة الأولى
إلى الإقبال الكبير لربّات البيوت عليها، سيما العرسان الجدد اللّواتي يقضين شهر رمضان ولأوّل مرّة في بيت الزوجية، حيث يحاولن بشتّى الطّرق إبداء مهاراتهنّ في الطّبخ والتفنّن في الأطباق الجديدة، لإرضاء أزواجهنّ وحتّى حمواتهن. مثلما هو حال وسام التي ستتربّص لأوّل مرّة في بيت زوجها، وتقول بأنّها جدّ مرتبكة للفكرة، مما دفع بها إلى شراء كتب لمختلف الأطباق للاستعانة بها.
- إلا أنّه ـ وحسبما أكّده بعض المواطنين ممّن التقيناهم بالشارع ـ فإنّ
ظاهرة اقتناء كتب الطّبخ لا تقتصر فقط على العرسان الجدد أو الفتيات، بل إنّها تمسّ حتّى المتزوّجات، وذوات الخبرة في مجال الطّبخ، كما هو حال السيدة خديجة ربّة بيت وأمّ لأربعة أطفال، والتي تقول بأنّها تقوم باقتناء كتب الطّبخ من أجل التعرّف على وصفات جديدة، لمجرّد إعطاء لمسة جديدة على الأطباق القديمة، وبغرض التغيير لا غير.
| |
|