بوتفليقة رفض مقترحا إسبانيا بتحاور المغرب مع الجزائر بدل البوليزاريو

كتبت صحيفة "الباييس" الإسبانية أمس عن برقية لموقع ويكيليكس أن موقف اسبانيا الداعم للموقف المغربي وتحديدا مقترح الحكم الذاتي الذي اتخذت منه الرباط بديلا عن تقرير المصير الذي جاء في قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، أحدث أزمة حقيقية في العلاقات الجزائرية الإسبانية، وقد نقل الرئيس بوتفليقة صراحة غضبه من الموقف "غير النزيه" لحكومة اسبانيا الاشتراكية من النزاع في الصحراء الغربية للأمريكان عندما قال للسيناتور الأمريكي ريتشارد لوغار الذي أدى زيارة للجزائر سنة 2005 "الاشتراكيون الإسبان لم يكونوا نزهاء تجاه الصحراويين".

وتحدثت برقيات ويكيليكس عن أزمة حقيقية في العلاقات بين البلدين بسبب مباركة اسبانيا لمشروع الحكم الذاتي الذي أصبح المغرب يقدمه بديلا عن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الخاصة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير عن طريق تنظيم استفتاء، وقد ربطت الصحيفة الإسبانية نقلا عن "تحاليل ملاحظين أمريكان" بين الأزمة و"القبضة الحديدية" التي وقعت بين البلدين حول الزيادة في أسعار الغاز التي قررتها شركة سوناطراك على اسبانيا سنة 2007.

وعن أزمة أسعار الغاز التي نشبت بين الجزائر واسبانيا سنة 2007 عقب قرار الجزائر زيادة سعر الغاز الذي تزود به سوناطراك اسبانيا، كتبت "الباييس" بأن سفير الولايات المتحدة الأمريكية في مدريد أنذاك كتب في مذكرة للخارجية الأمريكية يقول "إن الزيادة بـ20 في المائة في سعر الغاز المصدر لإسبانيا هو إجراء أراد بوتفليقة من خلاله أن يعبر عن غضبه من الموقف الذي اتخذه رئيس الحكومة من قضية الصحراء".

كما كشفت تسريبات ويكيليكس التي نقلتها الصحيفة الإسبانية أن رئيس الدبلوماسية الإسباني ميغال أنجيل موراتينوس، أبلغ زملاءه الأمريكان "أن الحكومة الإسبانية، تفاديا لاستمرار الأزمة بين البلدين سنة 2008، حاولت بعث الحوار بين المغرب والجزائر بإشراك فرنسا، لكن الجزائر رفضت أن تتحاور بدلا عن الصحراويين"، وأضافت البرقيات أيضا أن موراتينوس ضبط ملفا حصر فيه كل المقترحات الإسبانية بخصوص النزاع في الصحراء الغربية وقدمه فيما بعد لخمسة أعضاء دائمين في مجلس الأمن الأممي.

ويتضمن الملف حسب "الباييس" ما تراه اسبانيا بخصوص القضية وهو "التخلي صراحة عن عبارات مثل نزع الاستعمار، السيادة، الاستقلال واستبدالها بعبارات أخرى مثل العولمة والحكم الذاتي، مع التأكيد على أن حكومة ثاباتيرو تؤيد حلا للصحراء الغربية مماثلا لذلك الذي منحته اسبانيا لكتالونيا".

وتوضح هذه التسريبات أن الجزائر وفي مقدمتها الرئيس بوتفليقة ظل عند مواقفه السياسية بخصوص الصحراء وغيرها، ولم يبدلها بدليل أن الحكومة الإسبانية حاولت إقحام الجزائر في مفاوضات مع المغرب، لكن الجزائر رفضت، لأنها لا تقوم محل الشعب الصحراوي في إدارة قضيته.