jozef002 Admin
عدد المساهمات : 6107 27277 السٌّمعَة : 10 تاريخ التسجيل : 09/04/2010 العمر : 33
| موضوع: الجار الغريب... كيف أسأله عن عريس تقدم لابنتي؟ الثلاثاء يناير 18, 2011 3:51 am | |
| الجار الغريب... كيف أسأله عن عريس تقدم لابنتي؟ زمان قالوا: الناس أجناس، ولكن أن نعيش في بلد مع 202 جنسية، كيف تتدبر العائلات العربية أحوالها في هذه الحالة؟ وإلام يعود الجفاء بين الجيران، إلى العمارات الضخمة، أم إلى انشغالنا في أعمالنا؟ أم إلى رفض الحديث مع الجار منعًا للتدخل في حريتنا الشخصية، أم أن هذه العلاقات باتت قديمة الطراز، ولا تناسب العصر الرقمي الحاضر؟ «سيدتي» ترصد حال الجيران في الإمارات.
يختلف حال الفتيات عن حال الشبان عن العائلات بمجمل الأحوال، لكن تبقى ظروف كل منهم هي التي تضع الحد الفيصل للجيران، فهبة عجمي، موظفة خدمة عملاء، لأنها تسكن وحيدة، اضطرت لابتكار طرق ودية توطد فيها علاقات الجيرة، فقد بادرت بالتعرف إليهم، بأن طرقت عليهم الباب وعرفتهم بنفسها، جاراتي –حسبها- من جنسيات مختلفة ولكنها تعتبرهن كأهلها، تستدرك هبة: «حتى عندما أمرض أدق عليهم الباب ولايقصرون معي، والعلاقة الجيدة أفضل من العداوة، كما أنهم من الممكن أن يزعجوني إن لم أكسب ودهم».أغلب الآراء كان حياديًا تجاه جيرانه كرأي حنان أبو حمد، ربة منزل، فهي ليست مستعدة للمبادرة، تضحك متذكرة أمها وتتابع: «لو كانت مكاني لاندفعت وطرقت أبوابهن، لكنني أصادف إحدى جارتي دائمًا في السوبر ماركت، تبدو لطيفة مع أنه لم يسبق لي أن زرتها وهي لم تبادر أيضًا لزيارتي، وكلما رأينا بعضنا نبتسم ونتبادل التحية والدعوة لفنجان قهوة ثم نفترق». لكن برأي هدى معوض، المرأة سابقًا هي من كانت تبتكر علاقات الود والتواصل مع جيرانها، والجفاء لا يرجع إلى تعدد الجنسيات، بقدر ما يعود السبب لانشغال المرأة خارج بيتها فلم تعد تهتم بعلاقات الجيرة، وتتحسر معوض على أيام زمان في بلادها، حيثُ كان الجيران يربون أطفال بعضهم البعض، بل ويؤدبونهم إن رأوهم يخطئون، ويتشاورون في الكبيرة والصغيرة، وعندما يأتي عريس لفتاة من الحي تتفق الجارات مع الأم لرؤيته وإلقاء نظرة عليه، ويتكفلن بالسؤال عنه في حيه واستجواب جيرانه عن أخلاقه لشعورهم بأنهم معنيون. تستدرك: «أما الآن مين حتى عم يسأل عن العريس وما هو أصله»، قديمًا كان يقال: «جارك القريب ولا خيّك البعيد»، أما الآن فلا الجار قريب والأخ للأسف بعيد. يبدو للكثيرين أن المجتمعات المختلطة هي السبب في ضعف علاقات الناس ببعضهم، لكن لطيفة أحمد، طالبة جامعية، ترجع الأمر لتعقيدات الحياة والعمل والدراسة التي أثرت على علاقات الجيرة بشكل كبير، فرغم أن كل سكان منطقتها حيثُ تسكن من بيئة وجنسية واحدة إلا أن علاقتهم شبه معدومة ولا تتعدى إلقاء التحية، فالجارة لم تعد تدخل كل يوم بيت جارتها، إلا بالمناسبات، ولم تعد الجلسات تضم كل الجيران كما كان بالسابق، بل اقتصرت الصداقة على جارة واحدة إن وجدت. تستدرك لطيفة: «مؤخرًا أصبحنا نرى ظاهرة الخادمات خلال العيد يحملن صواني الحلويات، ويوزعن ضيافة العيد على جيران الحي ولا زيارات ولا من يحزنون». ووافقتها الرأي أسماء شاهين، طالبة جامعية، وتعلّق: « في أيامنا هذه علاقات الأقارب باتت واهية، فمن الطبيعي لعلاقات الجيران أن تتأثر». جمانة عياد، صحفية مراسلة، تعرفت إلى صديقة إماراتية، ووصل الود بينهما إلى الدعوات داخل منزليهما القريبين من بعضهما، وكما تروي لنا جمانة، أنها دعت صديقتها أكثر من مرة، فاضطرت الأخيرة لدعوتها عندما أتت أختها من بلدها الأم لزيارتها، تتابع جمانة: «كانت الزيارة الأولى لبيتها بعد 3 سنوات من التعارف، وأول ما طلبته مني هو ارتداء العباءة احترامًا لأهل بيتها، ففعلت، لكن جملة منها أزعجتني عندما قالت: «نحن لا نُدخِل أحدًا بيوتنا بسهولة»... حبست أنفاسي وأنهيت الزيارة، واشترطت على نفسي ألا أعيدها، لكنها لم تتوقف عن تلبية دعواتي وإرسال أطباق الطعام لي دون أن تسألني: لماذا لا أزورها»! أغلب الناس لم يعودوا يهتمون بإنشاء علاقة مع الجار، وربما يتهربون حتى من محاولة تشجيع الطرف الآخر لمد جسور المعرفة، والسبب برأي رياض بسام، مدير مبيعات، هو تفادي المشاكل ووجع الرأس، فالجار يحمل معه فضوله وتدخله في الخصوصيات وفي تفاصيل حياة جاره وأسرار بيته، وهذا لم يعد محبذًا هذه الأيام.بينما يعيد رفعت أبو شقرة، رجل أعمال، سبب تجميد علاقات الجيران ببعضهم إلى المادة وصعوبة الحياة والمصلحة الشخصية التي تأتي في مقدمة الأولويات، وحتى الجار المزعج كان تأثيره أقوى سابقًا، لكن التباعد والعمل المستمر والسعي وراء متطلبات الحياة أبعد حتى أثر الجار المزعج، يعلّق أبو شقرة: «هذه هي الإيجابية الوحيدة لجفاء الجيران». لكن محسن عزمي، عازب، يرجع سبب جفاء الجيران إلى الخوف من التدخل في الخصوصيات، فكما اعترف لنا بأن صديقته قد تزوره، أو ربما تتعدد الصديقات، وهذا في مجتمعنا الشرقي غير مقبول، احمر وجه محسن قليلاً: «إذا حادثت أحدهم فسيتجرأ على سؤالي: أهذه زوجتك؟ جربتها في بناية أخرى، حيثُ تدخل جاري ذو الجنسية الباكستانية بأمري، فغيرت السكن».
| |
|