إن الله خلق هذا الجنس البشري من الرجال
والنساء وجعل كل طرف يميل إلى الآخر بغريزة أودعت في النفس لبقاء النسل،
ولبقاء هذه الحياة. اذاً فمن الفطرة أن يحاول كل جنس التقرب الى الجنس
الآخر, وهذا لا يتوقف على جيل ولا على سن. فهل هذه الفطرة تمنحنا الصلاحية
لأن نفعل ما نشاء, نحن شباب وفتيات, اذا كان ذلك برضى الطرفين؟ أم أن هناك
ضوابط تقيدنا؟ والأهم ما هو تعريفنا لهذه الضوابط؟
هذه العلاقة بين الشاب والفتاة نعيشها ونراها بأم أعيننا وأحيانا نجربها.
فالسؤال هو كيف ننظر الى هذا الموضوع؟ هل هي علاقة بريئة تستند على
الاحترام والأدب والزمالة؟ أم انها فساد للمجتمع؟ أم أنه شيئ نسبي؟ فنحن
نصنع العلاقة ونستطيع أن نحد الحدود ونضع خطوط حمراء لا تتجاوز؟ برأيك ما
هي الحدود؟
هل يمكن أن تكون هناك صداقة أخوية بين الشاب والفتاة ؟ اذا كان جوابك لا
فكيف سنعيش الحب وكيف سنتزوج؟ فالكثير من علاقات الصداقة تحولت بعدها الى
حب طاهر ثم الى زواج. ان كان جوابك نعم فهل هذا لا يناقض ديننا وعاداتنا
وتقاليدنا؟
ام أن الصداقة ليس لها محل من الأعراب بين الشاب والفتاة ولا تجوز بأي حال
من الأحوال؟ ام أن هناك ضوابط اذا وضعناها قيد التنفيذ تصبح هذه العلاقة
مسموحة؟
اذا تعمقنا قليلا في علاقة الشاب بالفتاة لنصل الى الحب, وهي ظاهرة لا أحد
ينكر وجودها في مجتمعنا. هل هدف الطرفين من الحب هو الزواج ؟ أم أن كلا
الطرفين يتسلى؟
اذا كان الهدف الأول فلماذا نسمع كثيرًا انه قد حدث طلاق بين فلان وفلانة
بالرغم من انهما تزوجا بعد قصة حب كبيرة وكان كل منهما يرى في الأخر نفسه.
واذا كان الهدف من الحب التسلية فهل أوقاتنا أصبحت رخيصة لهذه الدرجة
فنتسلى فيما لا يفيد ولا ينفع؟
هل من الضروري ان يبنى الزواج على حب ؟ ام ان الحب الذي يأتي بعد الزواج هو الأصدق والأطول بقاءً؟
وماذا يقول الشرع في هذه المسألة؟