منتديات نجوم القل
اهلاوسهلا بك في بيتك نتمي ان تسجل معنا وتشاركنا افكارك
منتديات نجوم القل
اهلاوسهلا بك في بيتك نتمي ان تسجل معنا وتشاركنا افكارك
منتديات نجوم القل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات نجوم القل


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة"

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
jozef002
Admin
Admin
jozef002


المدير
المشرف
الاسد عدد المساهمات : 6107
نقاط التميز 27287
السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 09/04/2010
العمر : 33
mms الي

دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" Empty
مُساهمةموضوع: دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة"   دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" I_icon_minitimeالأربعاء فبراير 02, 2011 6:28 am


دراسة
في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة"














أ.د.
غسان غنيم


2007-06-08


تتناولدراسة الدكتور خليل الموسى موضوعاً مهماً
في الشعر العربي الحديث المعاصر
. ينصب على نمط من أنماط الشعر العربي ازدهر
في فترة من فترات الحداثة
الشعرية..

حين بدأت القصيدة العربية تتفلت شيئاً
فشيئاً من قيود القصيدة وفق
نمطها الغنائي.. نتيجة لعوامل كثيرة منها
التطور الطبيعي الذي بدأ مع
المهجريين، وبعض شعراء المشرق.. ممن اهتموا
بالرومانتية والمدارس الغربية
الأخرى إضافة إلى قضية التأثير الغربي، عبر
التلاقح الثقافي الذي أدى إلى
اطلاع الشعراء العرب على الشعر الغربي ؛
الفرنسي والإنكليزي. هذا النمط
دعاه المؤلف: "بالقصيدة
المتكاملة" وربما استقى عنوانه هذا من تلاقي
العناصر الغنائية والدرامية على حد قوله في
هذه القصيدة.. التي بدت له
جنساً مهجناً.. جمع فيه الشعراء بين
العناصر الغنائية والعناصر الدرامية
.. والسرد والحوار.. وبين "الأنا"
أو الذاتي والموضوعي ورأى فيها تطوراً
طبيعياً للجهود التجديدية التي بذلها
الشعراء العرب منذ بدايات القرن
الماضي.. من مثل "جبران" ـ
و"ميخائيل نعيمة" و"خليل مطران" و"أبو ماضي" ـ
وجماعة
"الديوان" ـ وجماعة "أبولو" وسواهم
...

قامت الدراسة على مقدمة وستة فصول وخاتمة..
وقد تناولت الفصول قضايا
هذه القصيدة التي وجدها المؤلف تشكل جنساً
مختلفاً ومميزاً.... له سماته
وخصوصيته في الشعر العربي الحديث
والمعاصر.. وقد ابتدأ المؤلف بتعريف هذا
النمط "القصيدة المعاصرة المتكاملة
فرأى أنها: "القصيدة الغنائية التي
يتوافر فيها البناء الدرامي الهرمي
المتصاعد ويقوم التعبير فيها على شخصية
أو قناع ويعتمد حدثاً أو موقفاً من التراث
الإنساني، ويتم التكامل بين
الماضي... والحاضر والإيجابي والسلبي وفق
حركة نمو سلبية تنبثق فيها
النهاية من المقدسات لتكون القصيدة بناء
متكاملاً موظفاً معاصراً بوساطة
الإسقاط.. والقصيدة المتكاملة مركبة تتفاعل
فيها العناصر الغنائية
والعناصر الدرامية تفاعلاً عضوياً.. "
(1
)

يغفل المؤلف في هذا التعريف ما ينوه عنه في
ثنايا البحث ويفرد له
جانباً من البحث وهو البناء الموجي
المتتابع.. على الرغم من أنه يذكره
ويشير إلى وجوده وصعوبته في ثنايا البحث.

ثميحاول قراءة حضور التراث ببعض مكوناته في
القصيدة المتكاملة وليس في الشعر
كله بل في قصائد ينطبق عليها التعريف الذي
وضعه المؤلف فيقرأ.. حضور
الأسطورة والدين.. والتاريخ والحكاية الشعبية
ويسميها مكونات ـ المكون
الأسطوري.. والمكون التاريخي ص18 ولا أرى
مسوغاً لهذه التسمية فاستخدام
هذه المكونات قد درس في الشعر العربي تحت
مصطلح متداول ومعروف وهو مصطلح
الرمز.. فهناك دراسات للرمز الأسطوري،
وللرمز الديني، والرمز التاريخي
.. ولا أعرف مسوغات إعراض المؤلف عن استخدام
المصطلح المنجز والمستعمل في
الدراسات النقدية والأدبية العربية.. كما
أنه يذكر هذه المكونات كمرادفات
للمصطلحات التي ذكرت ففي صفحة -19- يشير
إلى مصطلح الرمز الأسطوري قائلاً
: "ويهمنا في هذا المجال ـ وهو يتحدث عن
المكون الأسطوري ـ توظيف الرموز
الأسطورية في تشكيل القصيدة المتكاملة
تشكيلاً بنائياً عضوياً. "ويكرر هذا
أثناء حديثه عن المكون الديني ص24 ويقول
-2- (المكون الديني: وجاء استخدام
الرموز الدينية في بنية القصيدة المعاصرة
المتكاملة متأخراً بعض الشيء
" -2- يؤخذ على هذا الفصل قلة استحضار النصوص ـ
إلا في المكون التاريخي الذي
استفاض فيه بالأمثلة وقلة استحضار النصوص
جعل القارئ يغرق في عملية
التنظير دون أن يجد ما يكفي لدعم الآراء
الموضوعة في ثنايا البحث وهي
كثيرة وعندما يدرس بعض الأمثلة يحملها أكثر
مما تحتمل.. ومثال هذا دراسته
لقصيدة النهر والموت " لبدر شاكر
السياب فقد وجد في هذه القصيدة استخداماً
للقناع الدرامي حين يتحدث الشاعر بلسان
الإله الأسطوري "تموز" ص20 "فالتجأ
الشاعر إلى هذه الأسطورة وتوجه بالخطاب
الشعري إلى نهره الحزين "بويب
" ليكون التعبير من خلال الرمز الكوني الشامل
ص20 "ويقول: ص22 « ثم يتابع
الشاعر أحلامه ضمن احتفالية أسطورية فيحلم
بأنه يخوض في هذا النهر كما
تخوض فيه حوريات البحر ويتبعهن إلى القصور
الفريدة في أعماق الماء وهذا من
أثر حكايا الجدات في أيام الطفولة
»..


ويقول ص23 ".. فينبغي أن نفصل بين
النهر وتموز في هذا النص فالشاعر
يتقنع بقناع تموز ويخاطب النهر من خلال هذا
القناع" -3- ولدى قراءة
القصيدة نلحظ بأنها قصيدة غنائية بكل جدارة
ولا تقوم على استخدام القناع
.. بل لا تلجأ إلى الرمز الأسطوري كله.. فهي
قصيدة تقوم على التذكر الحزين
للقرية.. ولفترة الطفولة الحزينة التي
تذكره بموت أمه وأعزائه.. بنفس ذاتي
واضح.. من كثرة تردد ضمير المتكلم في ثنايا
القصيدة مما يجعلها غنائية
بامتياز.. ويبعدها عن الدرامية أو
التكاملية وفق السمات التي حددها المؤلف
نفسه وليس ثمة ملمح لتموز.. إله الخصب ولا
يريد الشاعر أن يتحدث عن الخصب
وهي سمة إيجابية بل يتحدث عن الموت واليأس
وتمني الموت " أود لو غرقت فيك
فالموت عالم غريب يفتنُ الصغار.. وبابه
الخفي كان فيك، يابويب // وإذا كان
ثمة إشارة أو الماحة إلى رمز معين ـ
فالإحالة تعيدنا إلى السيد المسيح ـ
وفي نهاية القصيدة، وليس إلى تموز../أود
ّلو غرقت في دمي إلى القرار لأحمل
العبء مع البشر.. وأبعث الحياة. إن موتي
انتصار //.. فموت تموز لم يكن
يهدف إلى حمل العبء مع البشر إنه موت
المسيح.. الذي مات ليفتدي البشر بحسب
الديانة المسيحية فهذا هو سبب موته المعلن
على الأقل... فتموز مات بينما
هو في الغابة... ولإرضاء ربة العالم السفلي
"أرشكجال"..... والسيد المسيح
هو الذي انتصر على الموت بالموت.لأن موته
كان فداء وتضحية وكفّارة عن
خطايا البشر... /بحسب المعتقد المسيحي/
القصيدة تموز في أجواء يائسة
.. وتقترب من القصائد الغنائية الرومانتية.
حاول الشاعر أن يعطيها بعداً
أيديولوجيا. بقوله أود لو عدوت أعضد
المكافحين.... ولكنه لم يتقنع بقناع
"تموز" أو سواه في هذه القصيدة على
الأقل
.

كما يجلب اهتمام المؤلف في هذا الفصل
الكثير من المواعظ.. القائمة
على أسلوب تقريري حاسم، لا يتناسب وطبيعة
الموضوعات الإنسانية القابلة
للكثير من الجدل والنقاش ومن ذلك قوله في ص16:
"وإذا تخلت أمة ما عن جزء
من تراثها... سهل عليها أن تتخلى عنه جملة
في يومٍ ما "أو قوله ص16 "وكل
حداثة غريبة عن الجذور اصطناعية سرعان ما
تذبل أغصانها فتجف ثم تموت
". ومثل هذا ما جاء في ص40 "قوله":
"وذلك لأن طبيعة البحث العلمي تجعل كل
متهم مشغولاً عن غيره بما بين يديه.. وهذه
مشكلة كبرى يعانيها الباحث إذا
كان شاعراً.لأن الحياة بمباهجها تجذب
الشعراء إليها للتعبير عن العصر في
حين تجذب الباحث المصادر والمراجع وهذه
مشكلة زمنية أخرى كان الطالب
الباحث الشاعر يعانيها في المتاحف
والمكتبات العامة
..."

فثمة نفس جازم حاسم ووعظي في تقرير الأمور
لدى المؤلف... وليس ذلك من
طبيعة الدراسة في مجال الأدب والشعر
والإنسانيات بشكل عام. يمتلك الباحث
ثقافة جامعة متنوعة، تظهر بشكل واضح في
أثناء محاولاته تحليل النصوص التي
يتعرض لها... وأحياناً تأخذه الحال.. فيسير
وراء معارفه الثقافية... ويترك
التحليل إلى حين... وقد حدث ذلك في أماكن
من الدراسة.. منها... على سبيل
المثال لا الحصر.. أثناء تحليل قصيدة
"النهر والموت"... يقول: ((وملامح
هذا الإله الأسطوري متجلية في النص، فهو
الذي "يموت ويبعث ويشكل موته
انتصاراً للأرض والإنسان، وهو بطل إلهي خالص
؛هنا يترك المؤلف تحليل
النص.. ويركز على ملامح ثقافية من ثقافته ـ
يقول "فمن المعلوم أن الآلهة
في الأساطير لا تعرف الموت العدمي،وإذا حدث
إن مات أحدها فإن بعثه ليس
مستحيلاً، وهذا على نقيض الشخصيات
الأسطورية التي تكونت صفاتها من عناصر
إلهية وعناصر بشرية من أمثال جلجامش الذي
كان ثلثاه من الألوهة وثلثه
الباقي من البشر وشخصية آخيل في الأسطورة
الإغريقية، فإن موت أمثال هذه
الشخصية أو تلك عدمي لا رجعة منه، ولكن موت
تموز مختلف، فهو يطعن بناب
الخنزير البري. وتتناثر أعضاؤه هنا وهناك،
وتفيض دماؤه في الأنهر الجافة
لتبعث الحياة في عناصر الطبيعة، فيبعث تموز
مرة أخرى، وهكذا تتم دورة
الحياة في الفصول..)) ص420

ويتضح من هذا المقطع مدى سعة معرفة
المؤلف.. ويستحسن لو جعل هذه
المعلومات في حاشية من الحواش حتى لا يفقد
التحليل تتابعه في ذهن القارئ
فيشتته... وقد برزت هذه المعرفة لدى المؤلف
في أماكن كثيرة من البحث
.

ومنها ما ظهر في الفصل الثاني
"المؤثرات.. والمكونات الخارجية في
بينة القصيدة العربية الحديثة. حيث استغرق
في الشرح النظري ـ وبشكل جذاب ـ
في إظهار السمات والأسس التي قامت عليها
بعض المدارس الأدبية الغربية،
الرومانتية، والرمزية والسريالية فاستهلك
قرابة خمسين صفحة في شرح هذه
المدارس ونشأتها وأهم الأسس التي قامت
عليها.. وعرّج على نظرية المعادل
الموضوعي لـ ت ـ س إليوت ـ ولو قام الباحث
بالإشارة إلى أهم الأسس التي
قامت عليها هذه المدارس ثم اكتفى بإحالة
القارئ إلى مراجع ومصادر لوفر
جهداً عليه وعلى القارئ... وعلى الرغم من
اعترافه بأن تأثيرات السريالية
كانت قليلة ويصعب أن نتتبع بصماتها في
أدبنا المعاصر ص84 إلا أنه صرف
قرابة (15) خمس عشرة صفحة في دراستها بينما
أغفل الإشارة إلى المدرسة
الواقعية الاشتراكية وتأثيراتها / كما أغفل
تأثيرات الوجودية على الرغم من
حضورهما المؤثر في أدبنا الحديث وبخاصة في
فترة الخمسينيات والستينيات من
القرن الماضي... فالبياتي وصلاح عبد
الصبور.. وأحمد عبد المعطى حجازي
والسياب في بداياته وشعراء الأرض المحتلة
جميعهم تأثروا بالواقعية
الاشتراكية.. إضافة إلى شيوع موضوعات
الوجودية لدى بعض شعراء الحداثة، وقد
تعرض المؤلف لبعضها... من مثل الاغتراب...
والقلق والضياع
والحرية...والموت...

ولكن الفصل يبقى من بين أهم الفصول في
الكتاب المهم كله... حيث بين
الباحث مواضع التأثيرات الغربية في شعرنا
الحديث والمعاصر فشيوع استخدام
الأسطورة في شعر تلك المرحلة فرضته حالة
داخلية ساعية إلى بعث هذه الأمة
.. مما دعا الشعراء إلى الاهتمام بكل رموز
الموت والانبعاث المجسدة في
أساطيرنا الشرقية، إضافة إلى تأثير المدارس
الغربية والشعر الغربي، وشعر
إليوت وتنظيراته على وجه الخصوص... وهذا
مما يحمد للبحث على الرغم من وجود
دراسات تناولت هذا... إلا أن الدراسة جمعت
الكثير من الإشارات التي تبين
مواضع التأثير عبر تكثيف غير مخل...
واستقصاء غير ممل وهذه واحدة من
احتياجات الدراسات الأدبية الجادة.

يعد الفصل الرابع من الدراسة من أهم فصول
البحث، حين يتحدث عن بنية القناع في القصيدة المعاصرة
... "

أظن أن
قضية القناع هي الجوهر الأساس الذي انبنت عليه الدراسة
. فالشاعر العربي استطاع أن يتحرر من ربقة
التقليد في القصيدة العربية،
ويهرب من سيطرة الغنائية عليها عندما
استطاع الاستتار وراء قناع تراثي أو
إنساني، يتحدث من خلاله عن نفسه، وعن أمته
وشعبه... بشيء أقرب إلى
الموضوعية مختلطة مع مشاعر ذاتية. مما أدى
إلى ظهور قصيدة جديدة، بل نمط
شعري جديد ـ وفق رؤية المؤلف ـ هو القصيدة
المتكاملة التي تتكامل فيها
العناصر الغنائية والدرامية.


ويشير المؤلف ص211 إلى "أن الشاعر هو
الذي يبتدع أقنعته.." وأظن أن
الأكثر دقة، أن الشاعر يبتدع بعض أقنعته..
لأن بعضها الأخر موجود غير
مبتدع.. بل معظم أقنعته موجودة سلفاً..
القناع الأسطوري.. والتاريخي
.. والديني.. وقناع الحكاية الشعبية، إنما يتوسلها
الشاعر للحديث عن تجربة
شخصية أو جماعية تتماثل أو تتشابه مع تجربة
شخصية القناع... أما الأقنعة
المبتدعة كقناع "حفار القبور"
والمومس العمياء للسياب.. والبحار والدرويش
لحاوي فهي رموز فنية شعرية استطاع الشعراء
ابتداعها وخلق بناء متكامل قابل
للحياة والإيحاء والبث.. وهذا ما يدعى
بالرمز الفني الذي يبدعه الشاعر على
غير مثال مسبق كما هي حال الرموز الأسطورية
أو الدينية أو التاريخية أو
الشعبية أو الأدبية لان هذه الرموز
"أو الأقنعة"موجودة وتحمل دلالة مسبقة
من نوع ما.. صحيح أن الشعراء يحطمون بعضاً
من هذه الدلالات لإعادة
بنائها.. ضمن السياق الشعري قصد التوظيف،
إلا أنها تبقى بخلاف الرموز
الفنية المبتدعة تحمل جزءاً من الدلالة
التي تلزم الشعراء مراعاتها سلباً
أم إيجاباً.

كما أشار المؤلف إلى أمر أخر في دراسته
لبنية القناع حيث يقول ص210
"ولذلك فإن القناع حيلة بلاغية أو رمز أو
وسيلة للتعبير عن تجربة معاصرة
"-4-

إن قوله: إن القناع حيلة بلاغية يجذب الذهن
نحو المحسنات اللفظية
التزيينية... التي ظهرت في سياق البلاغة
العربية على أنه حلية مضافة إلى
بناء القصيدة أو البيت الشعري في القصيدة
العربية القديمة... بينما كان
القناع يشكل بنية القصيدة المتكاملة، وحالة
عضوية تدخل في بناء القصيدة
وهيكلها. وليس لصاقة إضافية تزين القصيدة
فالقناع هو القصيدة لأنه يشكل
بنية عضوية غير مضافة إلى القصيدة ـ من
وجهة نظري ـ وثمة فرق يستحسن
الانتباه إليه في هذا الموضوع.

إن موضوع القناع.. الذي استأثر بجهد
الباحث،لم يمنعه من رؤية الأخطاء
التي وقع بها بعض الشعراء في استخدامه،
وهذا مما يحمد للبحث.. فعادة
يستأثر الموضوع بألباب الباحثين فيعمون عن
السلبيات، ولكن د.خليل الموسى،
لم يقع في هذا المطب.. فأفرد جانباً للحديث
عن "عيوب استخدام القناع في
القصيدة العربية المعاصرة
"


وذكر
منها: 1ـ الإستطالات التي لا ضرورة لها في القصيدة
.
2
ـ الاستخدام
الجزئي للقناع في القصيدة
.
3
ـ أن يظل
الشاعر أسير الصوت الغنائي
.
4
ـ أن يظل
الشاعر أسير الدلالة التراثية في القصيدة كلها أوفي أجزاء منها
.

5
ـ أن يرفع
الشاعر القناع عن وجهه ليتدخل في شؤون القناع
.

وسأقف عند الاستخدام الجزئي للقناع في
القصيدة العربية المعاصرة فقد
وضع الباحث هذا الاستخدام في خانة
العيوب... وهو بهذا يخرج قسماً غير صغير
من الشعر العربي الحديث والمعاصر خارج إطار
الجودة... بل يقصر الحداثة
والاستعمال الجيد على القصائد التي توسلت
الأقنعة بشكل كلي غير جزئي
.. وليس هذا من الدقة.. فكثيرة هي القصائد
التي استخدمت الرموز أو الأقنعة ـ
على حد تعبير المؤلف ـ بشكل جزئي وظلت
قصائد جميلة.. فهذا الاستخدام نمط
أخر موجود ويجب أن نعترف به.. ولكن
"الموسى" أخرجه.. فأخرج جُلَّ الشعر
الحديث والمعاصر من خانة الجودة في استخدام
الرموز.. واقتصرت الجودة لديه
على القصائد الطوال في الشعر العربي الحديث
التي توسلت الرمز الشامل أو
القناع كما أراد... وهي قليلة كماً أمام
الشعر العربي الحديث والمعاصر
الذي استخدم الرمز الجزئي أو القناع بشكل
جزئي
.

وفي الفصل الخامس "بنية الشخصية
الدرامية"وهو فصل مهم أيضاً. وفيه
معلومات مهمة حول الشخصية وصفاتها في
الدراما والشعر. وفي المقطع الثاني
يقوم الباحث بتكرار تحليل قصيدة "حفار
القبور" لبدر شاكر السياب على الرغم
من أنه وقف عندها طويلاً في أكثر من محطة
في ثنايا البحث، كما في الفصل
الثالث في القسم الذي يتحدث فيه عن
الموضوعات الغنائية في القصيدة
المتكاملة ص160 والأمر الملفت أن الباحث
يكرر التحليل بشكل شديد التقارب
.. فيصف القصيدة خارجياً من حيث عدد أبياتها
ومقاطعها ويكرر ذلك ص240 ثم يكرر
كثيراً من العبارات التي حلل من خلالها
القصيدة في المرة الأولى. من ذلك
مثلاً "كما تنجلي لنا من خلال
المنولوغ الداخلي خيبته المرة، فقد كان يمني
نفسه بمعاقرة الخمور، ومعاشرة البغايا، وأن
يفتتح المدينة كالغزاة. ولكن
المال الذي في جيبه لا يساوي ثمن طلاء
قرمزي على شفاه غانية ". وهذا ما
ذكره بعبارات متقاربة في صفحة 161 ـ السطر
الخامس من المقطع الثاني يقول
: "ثم يعود إلى الحوار الداخلي في بقية المقطع
ويبدو من خلاله أن الحفار يعي
وضعه الطبقي فهو يدرك أن ما في جيبه لا
يخوله اقتحام المدينة كالفاتحين
ولا يساوي ثمن الطلاء القرمزي على شفتي
امرأة يتمنى وصالها.. " 6 كما
يتساوى عدد الصفحات في المرتين /9/ ـ /8/
صفحات ومثل هذه التوازيات كثيرة
في تحليله المتكرر لهذه القصيدة.. وربما
تجنب هذا الأمر..لو حاول تحليل
قصيدة متكاملة أخرى وقناع آخر مختلف فيضيف
شيئاً جديداً، ويهرب من تكرار
ذاته.

ويتناول في الفصل السادس "عناصر
البناء الدرامي وتكامل القصيدة
" فيتناول الحكاية والحدث الدرامي ـ والصراع
ـ والحوار الدرامي وبناء الحدث
الحبكة وسأقف عند معالجته لمسألة الحدث
الدرامي...الذي يعرفه بقوله
: "الحدث غير الحكاية فقد تسرد في خبر صغير في
حين يحتاج الحدث إلى صفحات
. وهو الحركة الداخلية في العمل الفني وربط
الأحداث بعضها ببعض..." /7
/

وأظن أن ثمة اختلافاً في فهمنا لقضية الحدث
الدرامي، فهو كما أفهمه
حدث صغير ومؤثر يحرك العمل الدرامي.. ويشكل
واحداً من أهم المحركات التي
يدفع بالعمل للانطلاق ثم للاكتمال... وقد
لا يحتاج إلى أكثر من صفحة في
مسرحية... فمن ذلك مثلاً.. ما حدث في بداية
مسرحية هملت الشهيرة
لشكسبير... فالحدثالمحرك
هو ظهور الشبح لهاملت يخطره بأن أباه اغتيل على
يد شقيقه كلوديوس وهذا الحدث ساعد على
الوصول بالمسرحية إلى ذروة التأزم
فكان محركاً أساسياً لمجموعة الحوادث التي
تمت في المسرحية وعلى مداها
تقريباً.

وقد عرفه د. إبراهيم حمادة في معجم
المصطلحات الدرامية والمسرحية
: " أية واقعة تحدثها الشخصيات في حيزي الزمان
والمكان وتسهم في تشكيل الحركة
الدرامية والفعل المسرحي " -8- فليس
مهمة الحدث ربط الأحداث كما جاء لدى
المؤلف بل هو المحرك الذي يدفع الفعل
الدرامي نحو الأمام
.

قد يتردد المؤلف أحياناً في أحكامه.. فمن
ذلك أنه يبشر باكتشاف جنس شعري وليد ثم سرعان ما تردد في الخاتمة
.

يقول ص251 "وليست هذه القصيدة
"حفار القبور" غنائية خالصة أو درامية
خالصة وإنما امتزج فيها السرد بالإحساسات
وعناصر الدراما بالعناصر
الغنائية لتكون جنساً شعرياً وليداً من
جنسين دعوناه "القصيدة المتكاملة
" ثم يقول في الخاتمة ص325 "تكاد
القصيدة المتكاملة" أن تكون جنساً جديداً
أو هو جنس مهجن.. " -9-
فقد انتهى البحث ولم
يحسم أمره إن كانت هذه القصيدة تشكل جنساً شعرياً ذا خصوصية وتميز أم لا
.

وكان
أحياناً يعد بأمور لاينفذها ذلك من قوله في ص19 "كما نؤجل الحديث
عن
استخدام الأسطورة الإغريقية والرومانية إلى مكان آخر " -10- هذا المكان
الذي
تأخر إلى أن غاب نهائياً عن الدراسة. إن دراسة د. خليل الموسى "بنية
القصيدة
العربية المعاصرة " دراسة من بين أهم الدراسات التي تناولت شعرنا
العربي
المعاصر فقليلة هي الدراسات التي تمتعت بهذا العمق والاستقصاء
...
وواضح جداً الجهد
الكبير الذي بذله المؤلف لإنجاز هذه الدراسة التي استقصت
قسطاً
مهماً وواسعاً من الشعر العربي الحديث... وتناولت تجارب أهم الشعراء
العرب
المحدثين والمعاصرين ممن هضموا تجارب التحديث ومحاولاته.. كما هضموا
التأثيرات
التي استقصوها من التجارب الغربية التي سبقت إلى استخدام النفس
الدرامي
في القصيدة
..

ويلحظ
لدى الباحث الدكتور الموسوعية والإحاطة.. والقدرة الكبيرة
غالباً
على التعامل مع النصوص مما ينقص بعضاً من باحثينا ممن تصدوا لدراسة
الشعر
العربي المعاصر.. فللباحث حساسية ورهافة واضحتين في تعامله مع
النصوص
وربما عاد ذلك في جزء منه إلى كونه شاعراً خاض التجربة الإبداعية
كما
خاض التجربة النقدية بكفاءة واقتدار
.

كما
يذكر للباحث موضوعيته وعدم شططه في التعامل مع موضوعه ومع مادة
هذا
الموضوع.. فهو لايغفل مثلاً عن ذكر بعض العيوب التي وقع فيها الشعراء
الذين
اصطنعوا هذه القصيدة وهذا النمط في كتابة الشعر
.
كما يذكر للباحث
استقصاؤه للمصادر والمراجع.. ويظهر هذا في غنى مكتبة
المصادر والمراجع التي شكلت مادة بحثه وهي
حقاً مكتبة كما سماها الباحث
نفسه.. فمن النادر أن نقع على بحث وصلت
مصادره ومراجعه العربية والأجنبية
والمعربة إلى قرابة أربعمئة مصدر ومرجع
ومجلة.. وكتاب.. فمثل هذا العدد
يشيرإلى الجهد وإلى موسوعة معارف الباحث
ومدى استقصائه وتوسعه
..

إن
دراسة "خليل الموسى" بنية القصيدة العربية المعاصرة " واحدة من
بين
اللبنات الأساسية في بناء نقدنا المعاصر
الذي تناول الجنس الشعري الحديث
بل أساساً يمكن الرجوع إليه في دراسة هذا
الشعر وبوابة لابد من ولوجها
لفهم ماهية هذا الشعر ومعرفة بنيته الفنية
والمعنوية
.

الكتاب: بنية القصيدة العربية المعاصرةالمؤلف: د. خليل موسىاتحاد الكتاب العرب ـ
دمشق 2003


الهوامش:
1
ـ الموسى خليل: بنية
القصيدة العربية المعاصرة. اتحاد الكتاب العرب دمشق 2003 ـ ص15

2
ـ الموسى ـ خليل:
المصدر السابق ص19-24

3
ـ الموسى ـ خليل:
المصدر السابق ص20-22-23

4
ـ الموسى ـ خليل ـ
المصدر السابق ص210
.
5
ـ الموسى ـ خليل ـ
المصدر السابق ص210-211-212-213
.
6
ـ الموسى ـ خليل ـ
المصدر السابق ص242-243-161

7
ـ الموسى ـ خليل ـ
المصدر السابق ص276

8-
حمادة ـ إبراهيم:
معجم المصطلحات الدرامية والمسرحيةـ دارالمعارف ـ مصر1981-ص99 رقم المصطلح -173
-
9-
الموسى ـ خليل:
المصدر نفسه ص251ص19 ـ وص325

10
ـ الموسى ـ خليل
المصدر نفسه ص19

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://collo-stares.yoo7.com
سارة سوسو
Admin
Admin
سارة سوسو


المدير
المشرف
الجدي عدد المساهمات : 3024
نقاط التميز 17839
السٌّمعَة : 100
تاريخ التسجيل : 01/01/2011
العمر : 35
mms بنات

دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" Empty
مُساهمةموضوع: رد: دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة"   دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" I_icon_minitimeالأحد فبراير 06, 2011 7:41 pm

والله ماني عارفة واش نقول قدمتلي خدمة كبيرة عمري ما ننساها كل معلومة تخدمني في بحث التخرج نتاعي الله يعطيك ما تتمنى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://collo-stares.yoo7.com/u799contact
 
دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مفهوم الانزياح في القصيدة العربية.
» كتاب السنة الثانية ثانوي ( منهاج المملكة العربية السعودية) ، اللغة العربية. l
» كتاب الكتروني لجميع قواعد اللغة العربية
» أفضل أوقات الجمــاع بنية الأنجاب ........
» كيفية كتابة القصيدة المورونة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات نجوم القل :: منتديات ادبيه :: القسم الادبي العام-
انتقل الى:  
feed

منتديات نجوم القل


المواضيع الأخيرة
» حل مشكلة اعلانات ادسنس في سكري كليجا
دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 09, 2020 11:19 pm من طرف jozef002

» Free Ping Submission Sites List
دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 17, 2020 7:03 pm من طرف jozef002

» الباك لينك
دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" I_icon_minitimeالجمعة مايو 04, 2018 3:51 am من طرف jozef002

» 131+ Manually Verified Free Blog Directories To Submit Your Blog
دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 13, 2018 5:24 pm من طرف jozef002

» 4 Best Automated Social Bookmarking Software
دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" I_icon_minitimeالجمعة يوليو 07, 2017 5:13 pm من طرف jozef002

» موقع نتائج شهادة التعليم الابتدائي 2017
دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 06, 2017 3:51 pm من طرف jozef002

» اشياء يريدها الرجل اثناء العلاقة الحميمة ولا يبوح بها
دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" I_icon_minitimeالأحد فبراير 12, 2017 4:45 pm من طرف jozef002

» فوائد ممارسة العلاقة الحميمية بانتظام
دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" I_icon_minitimeالأحد فبراير 12, 2017 4:43 pm من طرف jozef002

» كل ما تحتاجين معرفته عن غشاء البكار
دراسة في كتاب: "بنية القصيدة العربية المعاصرة" I_icon_minitimeالأحد فبراير 12, 2017 4:41 pm من طرف jozef002

سحابة الكلمات الدلالية
ون بيس تحميل حلقات جميع
تعجبني
nav
Histats
Submit Your Site To The Web's Top 50 Search Engines for Free! My Ping in TotalPing.com Computers blogs My Zimbio
Top Stories