خلال سبعة أيام سنحتفل جميعًا بعيد الحب - أو يوم الفالنتاين - سواء كنا
مرتبطين أم لا. لسنوات طويلة احتفل المرتبطون بهذا اليوم؛ معبرين عن مشاعرهم
باللفتات والهدايا الرومانسية وإعلان عواطفهم على الملأ، ولكن مؤخرًا، قرر العُزّاب
أن ينضموا للاحتفالية أيضًا، بل ووضعوا نصب أعينهم الهدف التالي: أن يحصلوا على
أكبر قدر ممكن من المرح والتسلية بحيث يفوق الذي يحصل عليه المرتبطون؛ وذلك لأنهم
لا ينتظرون من أحد أن يفعل لهم شيئًا لطيفًا أو أن يهديهم هدية معينة مثلًا، لذا
فخيبة الأمل ليست احتمالًا واردًا بالنسبة لهم في هذا اليوم.
خلال سبعة أيام سيحتفل العالم بهذا اليوم الهام ليُظهِر الجميع أن لديهم من
يحبونهم ويهتمون لأمرهم ويكرسون حياتهم لهم. ولكن ما يستفزني هو نسياننا للشيء
الوحيد الذي يستحق الاحتفال في هذا اليوم فعلًا: وهو الذي يتحكم في غضبك، ويبقى معك
حتى تنام، وهو حتى سبب وجودك الأوحد الذي يبقيك واقفًا على قدميك.
لماذا لا نحتفل بحب أجسادنا؟ من الذي أفتى بأن الفالنتاين للمرتبطين فقط؟
ومن الذي قال إنه للعُزّاب أيضًا؟ إذا أمكننا تخصيص يوم كامل للتعبير عن الحب،
لماذا لا يمكننا أن نعبر عنه لأنفسنا؟ لماذا لا نقدر أنفسنا أكثر من ذلك؟ لماذا لا
نستطيع تقبل المجاملات بصدر رحب؛ فعندما يجاملنا أحدهم قائلًا: "ياله من حذاء
جميل!" نرد بسرعة "أتقصد هذا الشيء القديم؟"، أو "لقد ابتعته من أحد منافذ البيع
الرخيصة بالقرب من هنا".
هل من الأسهل علينا أن نحب شخصًا آخر غير أنفسنا؟ هل نجد مجاملة الآخرين
أسهل من تقبل مجاملاتهم لنا؟ لماذا لا يمكننا تقبل أنفسنا والاعتراف بأهميتنا كما
نفعل مع الآخرين؟ اليوم أخبرت أقرب صديقاتي أنني فخورة بها، ولكنني حتى لم أتذكر
متى كانت آخر مرة أخبرت فيها نفسي بالشيء ذاته!
من الآن فصاعدًا سوف أحب نفسي، وأربت على كتفها شاكرة إياها على صمودها معي
في السراء والضراء. ترددت في كتابة هذا المقال لأنني خفت أن أبدو كشخصية سخيفة أو
أنانية، ولكنني توصلت إلى أن من سيفكرون بهذا الطريقة سيثبتون على الأغلب وجهة نظري
القائلة بأنهم لا يستطيعون تقبل المجاملات. لذا فإن هذه دعوة رسمية للبدء في
الاحتفال "بعيد حب أنفسنا" في السابع من فبراير من كل عام. تذكر أن حبك لنفسك شيء
رائع، فقط حاول ألا تكون نرجسيًا بينما تفعل ذلك.
عزيزتي نفسي:أعترف بحماقتي لعدم تحدثي معكِ بالشكل الكافي، وأعتذر عن جميع الأضرار التي
سببتها لكِ. أنا حقًا آسفة لاستخفافي بكِ ولعدم كتابتي لكِ قبل الآن. من الآن
فصاعدًا سأخصص السابع من فبراير من كل عام للاحتفال بوجودك؛ قبل أسبوع كامل من
احتفالي بوجود أي شخص آخر. أعدكِ أن أكون أقرب صديقاتك على الإطلاق. عزيزتي نفسي:
فلنبدأ صفحة جديدة