سارة سوسو Admin
عدد المساهمات : 3024 17831 السٌّمعَة : 100 تاريخ التسجيل : 01/01/2011 العمر : 35
| موضوع: حلم عجيب هو حلم أزكى مخلوقات الله الجمعة مارس 18, 2011 6:15 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي..
حين نقرأ في السيرة النبوية يشعر الإنسان أنها بحر من الدروس والعبر لو تأملنا فيها واتبعنا خطواتها لوفرنا كثيرا من الطاقة والوقت ...الشيء الذي قليلا جدا ما نقوم به وبالتالي نظل كالإنسان الذي يحوم حول نفسه وحول" علوم" نأخذ وقتا وجهدا في تمحيص نتائجها على مجتمعنا العربي والمسلم ...ونمر بالتالي بجانب ثروات نحن نملكها ولا نأبه ولا ننتبه لها.
إليكم هذه القصة:
أخرج الطبراني عن أبي أمامة قال:
كانت امرأة ترافث الرجال ( أي تكلمهم كلاما بذيئا ) وكانت بذيئة فمرت بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يأكل ثريدا على طربال
فقالت : انظروا إليه يجلس كما يجلس العبد ويأكل كما يأكل العبد.
فقال النبي : وأي عبد أعبد مني؟
قالت : ويأكل ولا يطعمني.
قال: فكلي.
قالت : ناولني بيدك، فناولها.
فقالت: أطعمني مما في فيك، فأعطاها فأكلت فغلبها الحياء فلم ترافث أحدا حتى ماتت.
إن تأملنا فسنجد:
استراتيجيات في غاية الأهمية استخدمها الرسول الكريم في تواصله مع هذه المرأة:
1-الهدوء وتجنب الانفعال الفوري وهذا عامل مهم في التواصل.
2-التركيز على رسالة الآخر..
3-عدم إصدار الأحكام.
4-تقبل رسالة الآخر وإعادة صياغتها بطريقة حكيمة وتتناسق مع مستوى تفكير المتكلم. تأملوا معي الجواب : وأي عبد أعبد مني . أعطى تأطيرا آخر لكلامها بدون مقاومة ولا آلية دفاع ولا مواجهة...هي تقصد عبد الإنسان وهو عليه أزكى الصلاة والسلام يقصد عبد الله.
5-الجواب دائما يكون في مستوى ما ينتظره المتعلم (قدرة الفهم والاستيعاب عقلا وقلبا )
6-صفة التواضع التي على أي معلم أن يتحلى بها.
قمة التأثير والحث الغير المباشر على التغيير الأفضل بالحلم وتقبل اختلاف الآخر..
تواصل ينساب رقة وعذوبة وحلما وتسامحا أمام رسالة امرأة فيها هجوم وتهكم واستفزاز...
تواصل خاطب القلب والعقل فكان حقا فعالا وإيجابيا...
تواصل يبحث عن الجانب الإيجابي في الإنسان ليفعله (هو الأول قبل المرور إلى الشدة)مهما وصل هذا الإنسان في سلبيته. وهذا هو الذي عهدناه في الخطاب القرآني والخطاب النبوي..
تواصل ناغم بين اللغة اللفظية وغير اللفظية فكان مؤثرا أيما تأثير!!!
تواصل فيه تقبل للنقد من طرف المتعلم إلى المعلم بغض النظر عن مدى صحته وواقعيته.
فأي تعليم هذا يأخذ بعين الاعتبار مستوى تفكير الشخص المتعلم وشخصيته؟ أي تعليم هذا الذي يتجاوز قدرا كبيرا من الذاتية التي كثيرا ما تطغى علينا في تواصلنا في مدارسنا أو في حياتنا الأسرية أو في حياتنا العامة؟
فلنتعلم من هذه الصفات النبوية ولنرسخها في دواخلنا عساها تنعكس في سلوكياتنا...
قد تفيد هذه القصة النبوية الشريفة في دورات التواصل والبرمجة اللغوية العصبية وخطب الجمعة ودورات حول الحوار والإنصات وأيضا حول التعليم والتعلم.... | |
|