أيها القاسي...
يا من هجرتني ورحلت
وعن عيوني... بعيداً ذهبت
هل أسْعَدك الرحيل...؟
هل حَققت ما به حلمت...؟
إذا كان البعد يرضيك
فافعل إذاً... ما شئت
في داخلي كم تمنيت
وصليت... وما زلت
أصلي، وأتمنى أن تعود
لكنني...
رغم كل هذا... الحب
وكل تلك الأشواق
لن أتوسل إليك
ولن أجثو بين يديك
لكي تعود
رغم أني ما زلت أهواك
وما زلت أعيش على ذكراك
رغم أني...
ما زلت أناجي طيفك ومحياك
وأتمنى في كل لحظة أن ألقاك
رغم سهدي ولوعتي
ووجدي ووحدتي
رغم الأحلام والأماني
رغم أحزاني وأشجاني
ورغم...
ما زال في القلب سكناك
رغم كل هذا...
لا...
لن أنهار... ولن أضعف
لن أستجدي منك...
الرحمة والعطف والحنان
ولن أستسلم للآلام والأحزان
وسأفعل المستحيل لكي أنساك
وحتى...
حتى يموت في قلبي هواك
لا...
لن أضعف... ولن أتنازل
عن عنفواني وكبريائي
وعن عزة نفسي وحيائي
لا... لن أفعل ذلك
بل...
سأقاوم قلبي وأشواقي
سأحبس الدمعة في أحداقي
سأقاوم وأقاوم حتى...
حتى أقتل وجدي واحتراقي
أيها المتكبر...
رغم أنك
لا تدرك معنى الحب والأشواق
ولا تشعر بالبعد والفراق
ورغم أنك قاسٍ في هواك
فأنا لست أدري...
لماذا... ؟
لماذا ما زلت أتمناك
وأحلم في لقياك...؟
ليتك تدرك...
وليتك تفهم...
أيها المغرور
أنه ليس في هذا الوجود
من قلب...
يحن إليك ويهواك
كما قلبي الذي
يذوب شوقاً وحنيناً
في هواك