أُمـي...
ماذا فـي عيدك اليوم أُهديكِ...؟
وبأي شيءٍ يا أمـي أكافئكِ...؟
أأهديك الـورود...!!!
وشذى الورود... يفوح مِن راحتيكِ
أأهديكِ الـزهور...!!!
وأريج الزهور... يـَعبق فـي وجنتيكِ
لو عيناي أهديكِ... لا تساوي...
لمسة حنانٍ مِن يديكِ
لو روحي أفديكِ... لا تكفي...
دمعة عطفٍ تسيل مِن مقلتيكِ
مَهما قـَدّمت... ومهما فعلت
لا يوازي يا أمـي...
صرخة آهٍ...
تخرج مِن بين جَنبيكِ
أنا أعلم يا أُمـي...
كلمة... أُمـي...
عندما أقولها...
تكفيكِ وتـرضيكِ
تلهب الحنين في قلبكِ
وتثير الشوق في عينيكِ
أنتِ يا أمي... الدفء لجسدي
في ليالي القـَرّ والزمهرير
أنتِ الحنان لروحي...
وأنـا طفلٌ صغير
أنتِ المـلاذ لِـخوفي
أنتِ القـوّة لِضعفـي
أنتِ مدرستي ... وعزتي
أنتِ حبيبتي... ورفيقتي
أنتِ في صدري...
صدى صوت الضمير
لقد علّمتني يا أمُّ...
كيف يكون الفداء
علّمتني كيف لا أرضى...
بالذل والانحناء
وزرعتِ في شراييني ودمي...
حب أرضي وبلادي
وأرضعتني...
عشق سيدي الحسين... سيد الشهداء
لقد جعلتِ مني رجلاً قوياً
لا ترهبه سطوة الأعداء
ولا يهاب الموت والفناء
إذاً... يا أمـي...
ماذا أهديكِ...
وبأي شيءٍ أكافيكِ...
كل هذا العطاء؟
أنتِ...
يا أسمى مخلوقٌ... في هذا الوجود
يا أروع أمٍ... في هذا الوجود
يا من تعطين... وتعطين...
دون سؤالٍ... أو حدود
يكفيكِ يا أمي... فخراً وعِزاً
قد رفع الله قَـدْركِ... فجعلكِ أماً
و أحبـكِ... فوهبكِ قلباً
ورَحـَمكِ...فمنحكِ صبراً
وأكرَمكِ...
فَجَعَل الـجنة تحت قدميكِ
دعينـي إذاً... يا أمي
أركع جاثياً...
وأنـعم بالجنة... تحت قدميكِ