مثابرون : هذه قصة مؤثرة جداً , يا أخوة أحياناً نضل الطريق ونحيد عن الصواب , ونستمر في ذلك ونحن لا ندري أن الاستمرار بذلك هو غضب من الله علينا فكفى بعدم شعورنا بالذنب مصيبة .
أخي الملتزم أختي الملتزمة , يامن وهبتم انفسكم للدعوة الإسلامية خالصين لوجه الله الكريم , هناك عقبات وشهوات ومعاصي وملذات تعصف بنا كل ساعة وكل ثانية " يمسي الرجل مؤمناً ويصبح كافراً , ويمسي كافراً ويصبح مؤمنا .. " إنها الفتن الفتن كقطع الليل المظلم .. فكانت هذه القصة لتجدد وتوقد فينا روح التوبة الصادقة مع الجليل العظيم .
مثابرون مثابرون على الحق ثابتون
بسم الله والحمد لله ولااله الا الله
الى كل من غرته الدنيا الفانية...الى كل مقصر في حق ربه ونفسه، الى أحبتي واخوتي في الله ، لكم أهدي هذه الوقفة...
روى أن رجلاً يقال له دينار العيار"، كان مسرفاً على نفسه في الذنوب والآثام وكانت له والدة تعظه وتذكره بالموت والآخرة ولكنه كان لا يرتدع ولا يتعظ فمر في ذات يوم على مقبرة كثيرة العظام !! فأخذ منها عظماًبالياً، فتفتت في يده، ففكر في نفسه وقال : ويحك يا " دينار" كأني بك غداً وقد صار عظمك رفاتاً وجسمك تراباً وأنا اليوم أقدم على المعاصي وأبارز مولاي بالكبائر فندم وعزم على التوبة ورفع رأسه إلى السماء وقال : إلهي وسيدي : إليك القيت مقاليد أمري ، وقد أتيتك تائباً نادماً فاقبلني وارحمني !!
ثم مضى نحو أمه متغير اللون فأخبرها بعزمه على التوبة ففرحت بذلك فرحاً شديداً ودعت الله أن يقبله ويثبته على الخير !! وصدق دينار في توبته !! واجتهد في العبادة ودوام على الطاعات فكان يصوم النهار ويقوم الليل يبكي وينوح على ذنوبه وخطاياه السالفات وكان إذا أقبل عليه الليل، وقف في محرابه يناجي ربه ويبكي ذنوبه السالفات ويجهش بالبكاء والعويل قائلاً:
ويحك يادينار !! ألك صبر على النار؟!! كيف تعرضت لغضب الجبار؟!! أم كيف تجرأت على معاصي الملك القهار؟!! فما يزال كذلك إلى الصباح فقالت له أمه في بعض الليالي: ارفق بنفسك يا ولدي!! فقال: يا أماه : دعيني أتعب قليلاً لعلي أستريح طويلاً !! يا أماه : إن لي موقفاً طويلاً بين يدي رب جليل ولاأدري أيؤمر بي إلى الظل الظليل أو إلى شر مقبل ، يا أماه : إني أخاف عناء لا راحة بعده، وتوبيخاً لا عفو معه!! فقالت له أمه: فاسترح قليلاً!! فقال: الراحة أطلب!! أتضمنين لي الخلاص؟!! فقالت: فمن يضمنه لي؟!! قال:فدعيني وما أنا عليه!! كأنك يا أماه بالخلائق غداً يساقون إلى الجنة!! وأنا أساق إلى النار !!
ثم إن أمه مرت في بعض الليالي وهو يصلي ويقرأ { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ ، عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } الحجر {92،93 }ففكر فيها وبكى بكاء شديداً وجعل يضطرب كالحية حتى خر مغشياً عليه فجاءت أمه إليه ونادته فلم يجبها فقالت: قرة عيني وثمرة فؤادي!! رد جوابي !! فقال لها بصوت ضعيف: يا أماه هذا اليوم الذي كنت تحذرينني ، وهذا الوقت الذي كنت تخوفينني !!، فيا أسفي على الأيام الخوالي ياأماه: إني خائف أني طول في النار حبسي فقالت: ولدي وحبيبي أين الملتقى؟!! فقال لها: إن لم تجديني في عرصة القيامة ، فاسألي عني مالكاً خازن النار!! ثم شهق شهقة فمات عليها!! فجهزته أمه، ثم خرجت تنادي : أيها الناس هلموا لإلى الصلاة على قتيل النار!! فلم ير أكثر جمعاً ولا أغزر دمعاً من ذلك اليوم ..
أناس صدقوا الله فصدقهم ، اللهم اجعلنا ممن يسمع القول فيتبع أحسنه وارزقنا توبة نصوحا قبل الوداع يا أكرم الأكرمين