السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني وأخواتي ..
وصلنا لأخر الزمـان ..
وأخر الزمان يُصدق فيه الكاذب و يُكذب فيه الصادق ..
وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ..
فـ أحببت أن أكتب عن الإفتراء والبهتان و الكذب
واعوذ بالله ان نكون من هذه الاصناف ..
هذه الخصال السيئة التي تفشت وإنتشرت داخل نفوس الكثير من البشر ..
فمن توجد فيه هذه الخصال ..
فلا حدود لكذبه وإفتـراءه ..
فهو معـتاداً على ذلك والعياذ بالله ..
وأفضل طريقة للتعامل مع من يتصف بهذه الصفات ..
هو تركه لله بعد التوكل على الله والاحتساب بقول .. حســبي الله ونعــم الوكيــل ..
ولهذا رغبت في كتابة هذه الكلمات لعلها تكون رادعاً لمن لم يرتـدع بعـــد ..
ولأصحاب القلوب المريضه والتي أمرضها الشيطان حتى نسيت عقاب الله ..
ونسيت ان الله مطلع على كل صغيرة وكبيرة ..
•·.·´¯`·.·• ( البهـتان والإفـتراء ) •·.·´¯`·.·•
قال الله تعالى في كتابه العظيم : وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا سورة النساء : 112.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أتدرون ما الغيبة " ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال " ذِكركَ أخاك بما يكره ".
قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال " إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته (1)".
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حالت شفاعته دون حد من حدود الله، فقد ضادّ الله في أمره، ومن مات وعليه دين فليس بالدينار والدرهم، ولكن بالحسنات والسيئات، ومن خاصم في باطل وهو يعلم، لم يزل في سخط الله حتى ينزع، ومن قال في مؤمن ما ليس فيه، أسكنه الله ردغة الخبـال (2) حتى يخرج مما قال وليس بخارج "
بُشرى لكم أيها المفترون - بشرى لكم بردغة الخبال .... ويحكم ما أسهل تعدي حدود الله عندكم، ما أسهل ارتكاب الذنوب والمعاصي على قلوبكم وجوارحكم..
كم قـلتم في المؤمنين ما ليس فيهـم ؟
كم اتهمتمـوهـم بالخيــانة ؟
كم اتهمتمــوهم بأمور لم يعرفــوها أو يقــترفونها ؟
فتربصوا ما وعــدكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم قولوا في المؤمنين ما ليس فيهم..
وإلى ردغـة الخبال وبئس العـذاب إن شاء الله تعالى ..
إنكم مُهدَّدون - أيها المُفترون - بحبس رهيب مخيف مفزع..
لا كحبس الدنيــا ..!
إنما حبس على جسر جهنم حتى تخرجــوا مما قـلتم..
أما سمعتم قوله صلى الله عليه وسلم: " من رمى مسلمــاً يريد به شينه (3) حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج منها "
ما أشد فراركم من سجون الدنيا، أين فراركم من حبس الله تعالى ؟
ولكنه حبسٌ ليس فيه صنـوف الطعـام والشراب ..
إن فيه لكم من صنوف العـذاب والآلام ما تكرهــون..
ومن صور البهتان والافتراء أن يتناقش اثنان في مسألة شرعية، وينقل أحدهما رأي عالم من العلماء، فيقول الآخر: إن كل انسان يخطئ ويصيب، وأي عالم مهما بلغ علمه غير معصوم فيقول الأول: " إنه يقول إن العالم الفلاني إنه لا يحسن الفتوى وليس بعالم "، فيُسمعُ الناس القول، وربما حملهم على العداء والخصومة..
أي يُحرف النقـاش ويُؤوله إلى معاني أخرى لم يعنيها الأخر وهو يعلم بذلك ..
: :: ::: التوبة من البهتان والافتراء::: :: :
1 - أن يرجع للقوم الذي تكلّم بالبهتان عندهم.
2 - أن يذهب للذي قال عليه البهتان.
3 - أن يستغفر الله، فليس شيء من الذنوب أعظم من البهتان، وقد قرن الله تعالى البهتان بالكفر فقال تعالى : (( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ )) سورة الحج : 30.
: :: ::: عِظَـم حرمة المـؤمن ::: :: :
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر بمنى في حجَّة الوداع : " إن دماءكم، و أموالكم، وأعراضكم، حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت " متفق عليه.
: :: ::: المـؤمن أعظم حرمة من الكعبـة ::: :: :
جاء في كتاب ( غاية المرام ): " وقد نظر عبد الله بن عمر رضي الله عنه يوماً إلى الكعبة فقال : "ما أعظمك وأعظم حرمتك ! والمؤمن أعظم حرمةً منك" ..
أوليس لنا في هذه عـبرة ؟
أوليس لنا في هذا ذكـرى ؟
وأين نحن من هذه المعــاني العظيمة السّامية ؟
إذ لو أن شخصاً أراد أن يتعدى على حرمة الكعبة لرأينا إنكار المسلمين عليه من مشارق الأرض ومغاربها والحمد لله ولكننا مع الأسف لا نرى هذا الإنكار على من يتعدى على حرمة المسلم وحرمته أعظم من حرمة الكعبة وما أكثر صور هذا التعدي سواء كان بالقتل أو التشريد أو الشتم أو الافتراء أو السخرية أو الطعن وها هو واقع المسلمين خير شهيد ..
•·.·´¯`·.·• ( الكـذب ) •·.·´¯`·.·•
قال سبحانه وتعالى : (( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )) سورة ق : 18.
وقال سبحانه : (( إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ )) سورة النحل: 105.
وقال سبحانه في سورة البقرة آية10 (( وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ))..
وقال سبحانه وتعالى : (( وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ )) سورة الجاثية:7.
عن أبن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يُكتب عن الله صديقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النـار وإن الرجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذاباً " متفق عليه.
وفي حديث سمرة بن جندب الطويل بيان لعقوبة من يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق وقد جاء ذلك في الرؤيا التي رآها الرسول عليه الصلاة والسلام ومما جاء في الحديث : " فانطلقنا فأتينا على رجل مستلق لقفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصحّ ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرَّة الأولى " ..
وفي نهاية الحديث بيان الذنب الذي ارتكبه ذلك الرجل ففيه: " فإنه الرجل يغـدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفـاق "رواه البخاري..
وفي رواية البخاري " فيصنع به إلى يوم القيامة "..
•·.·´¯`·.·• ( الفجــور في الخصــام ) •·.·´¯`·.·•
عن ابن عمرو رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربع من كّـنّ فيه كان منافقـاً خالصـاً ومن كانت فيه خصـلة منهـن كانت فيه خصـلة من النفـاق حتى يدعها إذا ائتمـن خان و إذا حدث كـذب وإذا عاهـد غــدر وإذا خاصم فجـر " متفق عليه..
أمّا الفجور عند الخصام فإن أمره خـطير وإثمه عظيـم وحسبنا من ذلك تسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم له نفاقاً فإن من يفجر عند الخصام يركب رأسه ويعرض عن الحق ويقبل البـاطل منبعثاً في المعاصي فقد يكذب ويفتري ويسبّ ويشتم..
واعلم أنّ الخصـومة فتنـة للمسلم مهما كانت صلابـة دينه - و المعصـوم من عصـم الله تعالى - فليدرأ الإنسـان عن نفسه الخصـومة - ما استطاع - كي يدرأ عن نفسه الآثـام والفجـور..
وعليكم أخوتي بهذا الدعـــاء عند كل صلاة ..
اللهم طهـر نفسي من النفــاق ..
وعمـلي من الريــاء ..
ولسـاني من الكـذب والغيبـة والنميـمة ..
وطهـر عيوني من الخيـانة ..
فإنك تعـلم خائنـة الأعــين ..
وما تخفي الصـدور ..