بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليكم انقل عظم اللسان في الاسلام ومايترتب عليه من الذنوب .
وخرج البزار من حديث أبي يسر { أن رجلا قال يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة ، قال أمسك هذا وأشار إلى لسانه ، فأعادها عليه وقال ثكلتك أمك هل يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم } وقال إسناد حسن .
قال الحافظ ابن رجب : والمراد بحصائد الألسنة جزاء الكلام المحرم وعقوباته ، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ثم يحصد يوم القيامة ما زرع ، فمن زرع خيرا من قول أو عمل حصد الكرامة ومن زرع شرا من قول أو عمل حصد الندامة .
وظاهر حديث معاذ أن أكثر ما يدخل به الناس النار النطق بألسنتهم ، فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك وهو أعظم الذنوب عند الله عز وجل ، ويدخل فيها القول على الله بغير علم وهو قرين الشرك ، وشهادة الزور التي عدلت الشرك بالله ، والسحر والقذف وغير ذلك من الكبائر والصغائر ، كالكذب والنميمة والغيبة وسائر المعاصي القولية ، وكذا الفعلية لا يخلو غالبا من قول يقترن بها يكون معينا عليها .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم { أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان الفم والفرج } رواه الإمام أحمد والترمذي .
[ ص: 68 ] وأخرج البخاري والترمذي عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة } .
وعند الإمام أحمد والطبراني وأبي يعلى ورواته ثقات عن أبي موسى مرفوعا { من حفظ ما بين فقميه وفرجه دخل الجنة } والفقمان هما اللحيان .
وأخرج الترمذي وحسنه وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة مرفوعا { من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة } .
والطبراني في الأوسط عن أنس مرفوعا { من حفظ لسانه ستر الله عورته } .
ورواه أبو يعلى بلفظ { من خزن لسانه ستر الله عورته } .
والطبراني في الصغير والأوسط عنه مرفوعا { لا يبلغ المؤمن حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه } .
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب } .
وخرجه الترمذي ولفظه { إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار } .
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت } رواه البخاري ومسلم .
وروى الطبراني من حديث أسود بن أصرم المحاربي قال { قلت يا رسول الله أوصني ، قال هل تملك لسانك ؟ قلت ما أملك إذا لم أملك لساني ، قال فهل تملك يدك ؟ قلت ما أملك إذا لم أملك يدي ، قال فلا تقل بلسانك إلا معروفا ، ولا تبسط يدك إلا إلى خير } .
وفي مسند الإمام أحمد رضي الله عنه عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه } .
[ ص: 69 ] والطبراني عن معاذ مرفوعا { إنك لن تزال سالما ما سكت ، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك } .
وفي المسند عن عبد الله بن عمرو مرفوعا { من صمت نجا } .
وخرج الإمام أحمد من حديث سليمان بن سحيم عن أمه قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول { إن الرجل ليدنو من الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيتكلم بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء } .
وخرج أيضا الترمذي والنسائي عن بلال بن الحارث مرفوعا { إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله بها رضوانه إلى يوم يلقاه ، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه } .
وقال صلى الله عليه وسلم { كلام ابن آدم عليه لا له إلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وذكر الله عز وجل } .
إذا علمت ما ذكرنا ، وفهمت مضمون ما حررنا ، تيقنت عظم شأن اللسان . وما يعود به على الإنسان .
المصدر
http://www.islamweb.net/newlibrary/d...bk_no=44&ID=35