هنا .. أنسدل ظلي على العشب ، وبقى مستلقي زمنا مع الشمس وسط خليط من الأفكار والأسئلة التي ازدحمت في رأسي الواهن ذات يومٍ شؤم!!
عدت بذاكرتي التي لا تتوقف إلى حيث كنت معه ..
عندما جاء الفجر بشروره .. هناك
أدركت أن الجدران والنوافذ والستائر المنسدلة عليها جميعها أصبحت القبلة الصباحية لي في كل يوم ..
أمضي الوقت أراقبه يرفع جسده المنهك إلى أعلى ويستوي واقفا بعد أن يستفيق من ليلة بغيضة
ويسأل عن الساعة وهو يتثاءب بصوت عالٍ.
كم من الزمن مكثت أمسح وجوده الغائب بنظرات موجعه ، حين يتجه إلى اغتسال وجهه من الأحلام اللا منتهية وسرعان ما يعود .
وعلى رتابة لا تمل بالنسبة له / يتجه إلى حيث القرطاس والمحابر خلف تلك الطاولة / وعلى ذلك الكرسي يزج بجسده
ويعيد الحديث إلى سابق صوره / يتنقل تحت الأسقف بخطوات بطيئة ومتثاقلة تارةً ..
كنت دائما أنظر إلى حواره كشعارات وأفكار مجردة من الحقيقة.
فأقتاد بصمت ، أجر رجلين واهنتين وتجراني
وأحمل بين ضلوعي رفات ذات مهزوزة ..
فيسير على أثر خطواتي ، ليروي لي حكاية أمضاها في الحلم مع نفسه!!!
ومن ثم يعود إلى خلف طاولته وهو يلوك سيجارةً في زاوية فمه.
قد أتعبني التنفس الذي أشعر بأنه ينثني ويتمدد في قصبتي الهوائية كمشية دودة .
كم ليلة أمضيت وأنا أحاول في سحب جسدي من بين عظامه .. حتى ألوذ بلقاء فجرٍ سعيد
ويحاول هو إبقائي تحت ملمس كفه ليتابع سرد أحلامه البعيدة
قد بدت لي ككوابيس وأوهام أصابته حتى الغرق.
لم يبقى بيني وبين العالم غير نافذة أمام عيني وفمي .. استنشق من خلالها هواء الغربة .. وأراه قيداً يطوقني حتى خاصرتي وأكاد لا أنفلت منه.
على مساحة الظل تلك ..
كنت أفكر وأرحل وأعود إلى حيث بدأت وكأني أحوم حول دائرة مغلقة تضيق بي كلما تذكرته ، و أنه الألم الذي عانيته.
كم تمنيت لو تضيق تلك الدائرة أكثر على فكري وتوقفه من الدوران حول رأسي.
أو يسقط ر أسي من مكانه وأفقد كل الذكريات التي توشحها السواد.
وأنتزع حياتي من كفه ..!!