وذلك بعدما أنهى جزءا كبيرا من
المفاوضات الخاصة بانتقاله لنادي الجيش القطري. وقد انتهت جلسة المفاوضات
التي عقدت بين كريم زياني بصحبة وكيل أعماله زبير مخلوف في فندق "دبليو"
الذي كان يقيم فيه لاعبنا الدولي، وبين وكيل الأعمال القطري ناصر النعيمي
المفوض من قبل نادي الجيش القطري بنجاح، حيث تم الاتفاق على كل الترتيبات
وتفاصيل وبنود العقد، في انتظار جلب ورقة الاستغناء من ناديه الألماني
فولفسبورغ، ويكون اللاعب بموجب ذلك الاتفاق قد وقّع رسميا لصالح "الجيش"
القطري ليلة أمس على عقد مدّته ثلاث سنوات مثلما سبق لـ "الهداف" وأن كشفت
عنه بأحد فنادق العاصمة "باريس"، وذلك وفقا للموعد الذي ضبطه الطرفان
(زياني وإدارة الجيش) مسبقا هناك في الدوحة خلال جلسة المفاوضات.
بند من البنود عطّل إتمام الصفقة في البدايةوحسب
ما استقيناه من معلومات من طرف مصادر عليمة، فإنّ الصفقة تعطّلت خلال
عملية المفاوضات بسبب عدم اتفاق الطّرفين حول بند من البنود المدرجة في
العقد، إذ أنّ مسؤولي الجيش القطري أصرّوا على إدراج بند يقضي بأن يفسخوا
العقد معه متى شاؤوا في حال رغبتهم في ذلك طبعا، عكس اللاعب الذي لن يملك
الحقّ في فسخ هذا العقد مهما كانت الظروف.
أطراف شوّهت صورته واتّهمته بأنه لاعب "مشاكل"ويعود
سبب إصرار مسؤولي "الجيش" على إدراج هذا البند في العقد إلى لجوء بعض
الأطراف الخفيّة إلى تشويه سمعته وصورته لدى القطريين، حيث بلغنا أنّ
أطرافا نصحت الإدارة القطرية بعدم التعاقد معه بحجة أنّه لاعب يختلق
المشاكل داخل المجموعة، مستدلّة باشتباكاته مع بعض لاعبي "فولفسبورغ"
الألماني في وقت سابق، وهي المعلومات التي أثارت حفيظة القطريين الذين لم
يتراجعوا عن التعاقد معه، لكنهم أصروا على إدراج بند يقضي بفسخ العقد معه
في أي لحظة يرغبون فيها بذلك.
الرئيس يمنح الضوء الأخضر لإلغاء البند والإمضاء معه رسمياوبعد
أخذ وردّ وفي ظلّ إصرار زياني وموكّله على عدم إدراج ذلك البند ضمن العقد،
وشعورا منه بأنّ زياني سيضيع منه، تدخّل رئيس الفريق القطري شخصيا وطلب من
ناصر النعيمي المكلف بإتمام الصفقة، بأن يتراجع عن إدراج ذلك البند، آمرا
إيّاه بالتعاقد مع الدولي الجزائري في أقرب الآجال، وهو ما يكون قد حدث
ليلة أمس بإمضاء زياني على عقد مدته ثلاث سنوات بالعاصمة باريس.
مدرب الجيش هو من أصر على إتمام الصفقة ومن
الأسباب التي جعلت إدارة نادي الجيش تسعى جاهدة إلى إنهاء التعاقد مع
زياني، هو إصرار البرازيلي "شاموسكا" مدرب الجيش على إتمام الصفقة، وعدم
التفريط في لاعب بحجم كريم زياني، على اعتبار أن المدرب متابع بشكل جيد
لمسيرة زياني لما كان لاعبا مع نادي "مارسيليا"، وبعدها مع نادي
"فولسفبورغ" الألماني، ومعجب بإمكاناته والمهارات الفنية التي يملكها.
والجدير بالذكر أن "شاموسكا" مدرب الجيش القطري انتقل هذا الموسم للإشراف
على العارضة الفنية للجيش قادما من نادي العربي الذي يلعب له الجزائري
الآخر خوخي بوعلام، و"شاموسكا" هو من عرف كيف يفجر طاقات هذا اللاعب الذي
تحول من مدافع إلى وسط ارتكاز، ونال جائزة أفضل لاعب في النادي خلال الموسم
الماضي.
ناصر النعيمي: "الجلسة كانت مثمرة، زياني لاعب كبير وانضمامه للدوري القطري يعني لنا الكثير"صرح
وكيل الأعمال ناصر النعيمي بأن جلسة المفاوضات كانت مثمرة، وأنه تم
التفاوض بشأن انتقال زياني لصفوف الجيش، وكان هناك تقارب كبير في وجهات
النظر كما أن المفاوضات كانت ناجحة وأن النادي القطري قطع شوطا كبيرا ولم
يتبق سوى التوقيع (الحديث جرى معه قبيل توقيع اللاعب ليلة أمس)، وأوضح ناصر
النعيمي أن زياني غني عن كل تعريف، فهو لاعب مهاري ويحظى بسمعة طيبة
وانضمامه للدوري القطري يعني الكثير لنادي الجيش.
الجيش لم يرد التفريط فيهوفي
سياق متصل، تقدمت إدارة نادي الجيش بعرض مغر لزياني حتى لا تفشل الصفقة،
ورغم محاولاتنا العديدة لمعرفة قيمة، إلا أن زياني ووكيل الأعمال القطري
رفضا الكشف عن أي تفاصيل لغاية إتمام الصفقة بشكل نهائي. ولكن حسب
المعلومات التي وردتنا، فإن نادي الجيش القطري يكون قد عرض قيمة مالية
تناسب بشكل كبير مدلل "الخضر"، بالإضافة إلى الامتيازات الأخرى مثل الفيلا
وسيارة فخمة والتأمين الصحي الشامل له ولعائلته، على اعتبار أن زياني يحظى
بسمعة طيبة ويملك مهارات فنية عالية، سيستفيد منها الجيش بشكل كبير ما
يجعله صفقة من العيار الثقيل، كما سيكون ورقة مربحة في التشكيلة الجديدة
التي سيخوض بها نادي الجيش الموسم الجديد، وبالتالي كان من الصعب جدا
التفريط بأي شكل من الأشكال في لاعب بحجم زياني.
سيتقاضى أكثر مما كان يتقاضاه في "فولفسبورغ" ورغم
أنّنا لم نتوصّل للحصول على القيمة المالية التي اتفق عليها الطرفان، فلا
الجهات القطرية كشفت لنا عنها ولا زياني وموكّله كشفا لنا عن الرقم المتفق
عليه، إلا أن مصادرنا الخاصة ذكرت لنا أن زياني وافق على التوقيع للجيش
القطري لأنّ ما سيتقاضاه شهريا في المستقبل أفضل بكثير مما كان يتقاضاه في
"فولفسبورغ" الألماني، علما أنّ زياني كان يتقاضى هناك أجرة شهرية قدرها
"350 ألف" أورو، وها هو الآن يتحول إلى اللعب في البطولة القطرية مقابل
أجرة تفوق تلك القيمة.
زياني: "كان هناك تقارب في وجهات النظر"وبعد الجلسة الطويلة لزياني مع وكيل الأعمال القطري المفوض من إدارة نادي الجيش، فإن
بوادر الارتياح كانت بادية عليه، وهو ما يدل على أن المفاوضات كانت ناجحة.
وقد اقتربنا من زياني لمعرفة ما أسفرته الجلسة فصرح قائلا: "حتى هذه اللحظة
كل شيء يسير على أحسن ما يرام، لقد أبديت وجهة نظري لوكيل الأعمال القطري
المفوّض من إدارة نادي الجيش، كما تحدثنا عن شروط العقد وكان هناك تقارب
كبير في وجهة النظر ولكن يبقى كل شيء بالمكتوب ولا أدري ما يخفيه لي القدر
(الحديث جرى أوّل أمس قبيل إمضائه الرسمي)". وحول انطباعه بشأن الدوحة بشكل
عام وهل أعجب بهذا البلد، أضاف زياني: "لم تتح لي الفرصة لأسوح في الدوحة،
حيث وصلت في ساعة مبكرة وكنت مرهقا من السفر، وفي الصبيحة ذهبت لإجراء
الفحوص الطبية وبعدها عدت إلى الفندق من أجل أخذ قسط من الراحة، وحاليا
الوقت متأخر (كانت الساعة العاشرة ليلا) كما أنني غدا يجب أن أستيقظ باكرا
للاستعداد للسفر والعودة إلى فرنسا".