كان
أميرا جميلا ، قامت ساحرة شريرة بحرمانة من الكلام ، الا كلمة واحدة كل
سنة.واذا تجاوز المحظور ، فسوف يصاب بالعمى والطرش أيضا. فالتزم المسكين
بما كتب له من الساحرة الشريرة. ولكن الساحرة سمحت له بتوفير الكلام ،
بمعنى : اذا لم يستعمل الكلمة في سنة معينة ، يستطيع في السنة التي تليها
ان يستعمل كلمتين.. وهكذا دواليك .. ما يوفره من كلمات ، يستطيع
استعمالها في سنوات تالية .
التقى في حديقة القصر ، بأميرة رائعة الجمال ، جاءت مع والدها في زيارة
ملوكية ، فاعجب بها وعشقها بكل روحه ،اراد ان يقول لها : " أميرتي الجميلة
"، ولكنه لم يكن يملك في السنة الأولى الا كلمة واحدة لا تفي بالغرض .
فصمت مضطرا سنة كاملة. رد الزيارة بعد سنة ، وقبل ان ينطق بالكلمتين ،
فكر وقال لنفسه ولكني أحبها واريد ان أقول لها ، أميرتي الجميلة ، أنا
أحبك " وهكذا ينقصة سنتين أخريين ، فصمت ، بعد سنتين قال في نفسه انه
يريدها زوجه له ، ويريد ان يقول لها : اميرتي الجميلة انا أحبك ، هل
تقبليني زوجا لك ؟" ولكلمات " هل تقبليني زوجا لك" يحتاج الى اربعة
سنوات أخرى. فصمت. وهكذا مرت ثماني سنوات ، وبحماس سافر اليها ليقول لها
كلماته التي وفرها لمدة ثماني سنوات : " أميرتي الجميلة ، أنا أحبك .
هل تقبليني زوجا لك ؟ "
سار مع الأميرة في حديقة القصر ، بين الزهور والعصافير المغردة والجو
الشاعري اللطيف ، شاعرا بنبض قلبها في ذراعه الذي تتأبطه الأميرة.. متحينا
الفرصة ليقول ما وفره من كلمات خلال الثماني سنوات .وتحت شجرة وارفة
الظلال ، توقفا يتأملان مجرى النهر أمامهما .. وقرر انها الفرصة المناسبة
التي يستعد لها منذ ثماني سنوات ، وبدون سابق انذار قال لها :
أميرتي الجميلة ، انا احبك ، هل تقبليني زوجا لك ؟-
تفاجأت الأمير بسماعها صوت الأمير ،فالتفت اليه متسائلة :
بردون ، ماذا قلت ..؟ لم انتبه لكلماتك . -