سارة سوسو Admin
عدد المساهمات : 3024 17839 السٌّمعَة : 100 تاريخ التسجيل : 01/01/2011 العمر : 35
| موضوع: احـــــــــــذر أيها المسلم ,, ( لفظ الشعب ) من المناهي اللفظية !! الأحد أكتوبر 09, 2011 3:52 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فائدة قيمة من الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله عن لفظ ( الشعب ) وهو دائماً يتكرر على مسامعنا , وقبحاً للتبعية !
يقول الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله - :
الشَّعب :
منْعُ إطلاقه على جماعة المسلمين ، وقد مضى مع أخوات له في حرف الدال : الدستور . واللفظ – لبعد القصد السيء من نشره ، وتسويقه على الرعايا في البلاد الإسلامية – جدير ببيان عنه فأقول : (( الشعب )) في لسان العرب ، يعني طبقة من طبقات النسب ، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا } الآية [ الحجرات/ 13] .
وكانت الأُمة الإسلامية – قبل نشوب الاستعمار فيها – جارية على السداد ، فلا تسمع ولا تقرأ إلا قولهم : المسلمين : الأُمة المسلمة : الأُمة الإسلامية . جماعة المسلمين . أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا من الألفاظ الكريمة ، مثل : المؤمنين ، المتقين ، المحسنين ، التي تربطهم بدينهم : الإسلام .
لكن بعد أن أُطيح بالحكم بالإسلام ، ونشبت يدُ الأعداء في دياره وعملوا على تذويب هُوية أُمته ، وتفريغها من دينها الحق ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً ، خلفوا في بلاد المسلمين صنائع لهم ينْفُثُون في الأُمة مبادئهم ، ويُنفِّذُون خططهم حتى في اللفظ والاصطلاح ، وهل يستهين بذلك إلا من قلَّ نصيبه من العلم ، وضعف يقينه ؟
لقد بذرت تلك الصنائع ألفاظاً ؛ لتحويل المسلمين عن الارتباط بإسلامهم إلى قطيع مسحوب الهوية ، فألبسوهم الألقاب الجديدة البديلة للألقاب الإسلامية الأصلية ، فصاروا : الشعب : الجمهور . الجماهير . المواطنون . المجتمع .
ولعلَّ أول صعقة في ذلك كانت على يد : جمال عبدالناصر في : مصر . ثم سرت إلى ما شاء الله من بلدان العالم الإسلامي ؛ حينئذٍ صار لزاماً بيان أصل هذا اللفظ في هذا المعنى :
لفظ : (( الشعب )) بهذا المعنى – إطلاقه على الأُمة – هو مصطلح عبراني لدى اليهود ، فهو يعني عندهم : (( بني إسرائيل )) الذي يجمع ثلاثة أوصاف : أنهم أبناء رجل واحد هو : (( إسرائيل )) أي : يعقوب – عليه السلام – وأن هذا الأب الذي يجمعهم ( مختار ) ؛ لهذا لقبوا أنفسهم : (( الشعب المختار )) أو (( شعب الله المختار )) وأن أرضاً واحدة تجمعهم هي : (( فلسطين )) .
فانظر كيف يُساق المسلمون فيُسحبون من شعاراتهم الإسلامية في الألقاب ، ويُحشرون تحت مصطلح يهودي منكراً لفظاً ومعنى ، يهدم إسلامهم ، ويسلبهم حقهم ، ويكسبهم ذل التبعية ، والتفرق ، والتشرذم .
إن : (( أُمة الإسلام )) وإن : (( المسلمين )) لا يؤمنون بواحد من هذه الأوصاف الثلاثة التي قام عليها هذا اللقب العبراني اليهودي : (( الشعب )) ؛ لأن أخوتهم إسلامهم ، والإسلام قد محا كل رابطة دونه ، فلا يجمعهم النسب إلى أب واحد وإنما يجمعهم : دين واحد هو : الإسلام .
والمسلمون لا يؤمنون بمبدأ الاختيار ، وشغْلِ صكوك الغُفْران ، بل هم : أمة مسلمة مكلفة وفق شريعة إسلامية محمدية : { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } . والمسلمون لا يؤمنون بالتجمع السُّكَّانِي في أرض واحدة ، بل هم مأمورون بالسعي في توسيع أرض الإسلام ، وامتداده وبسط جناحه على المشارق والمغارب .
ولهذا فالمسلمون بإسلامهم يبطلون : نظرية اليهود : الشعب المختار باعتبارهم الفاسد ، وتصورهم المهين ، وينادون بإبطال الروابط سوى رابطة : الأُخوة الإسلامية ، ونبذ العقائد سوى : عقيدة الإسلام .
أقول بعد هذا البيان :
انظر كيف يُبتلى المسلمون فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فيهجر لفظ : الأُمة المسلمة إلى لفظ الشعب ، ثم يطير به الناس كل مطار ، فترى في ديار المسلمين : (( جريدة الشعب )) . (( مطبعة الشعب )) (( كتاب الشعب )) . ((متجر الشعب )) وهكذا يؤخذ الناس ضُحى . ومن مواقع الأسف الشديد ، أنك لا ترى من نبَّه على هذا ، وقاوم هذا المصطلح الوافد ، من علماء الأُمة وفقهائها ، وإنما انساق الناس إليه كالعنق الواحد ، فإلى الله المشتكى .
" معجم المناهي اللفظية " الشيخ العلامة بكر أبو زيد - رحمه الله
| |
|