النت وخديعة الحب
عالم النت عالم فسيح تقوم فيه العلاقات وفيه يتم التواصل ومهما حاولنا السيطرة عليه فلن نستطيع إلى ذلك سبيلا وقد نستطيع أن نسيطر على الواقع أكثر من سيطرتنا عليه وعلى ما يجري وراء كواليسه , وفي الحقيقة أنني كنت أعتقد أن الكتابة في هذا الموضوع بسيطة ولكن حينما بدأت الكتابة وجدت الموضوع أكبر بكثير مما كنت أتصوره ولكن رغم ذلك سأحاول أن أكتب رسالة واضحة تلخص الداء والدواء .
فأقول قد تكون البداية إعجاب وقد تكون استشارة وقد تكون مشاركات عابرة ثم لا تلبث أن تتحول إلى محادثات مسن أو شات أو غير ذلك ثم تتطور لتصبح محادثات فديو ومحادثات جوال ومع مرور الوقت قد تنمو علاقة من الحب بين الطرفين وبغض النظر عن الدافع لها إلا أنها في أصلها مشبوهة ثم ربما تطورت هذه العلاقة وأصبح هناك لقاءات ومقابلات وربما وقع الفأس بالرأس وهنا لن ينفع البكاء ولا العويل . ودعوني أكون صريحا فقد حدث الكثير من هذه الأمور وما خفي أعظم وقد اطلعت الكثير من القصص في النت من هذا القبيل وهذا ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع ليكون إشارة تنبيه للجميع .
إخواني / أخواتي مهما كان فإن هذه الممارسات لا تحل شرعا ولا تستساغ عقلا وعلينا أن نتجنب خطوات الشيطان من البداية وأن نراقب الله في كل ما نأتي ونذر وعلينا أن نتدبر عاقبة الأمور قبل حدوثها وليتذكر كل منا أن الله يراه فلا يجعل الله أهون الناظرين إليه وعلينا أن نكون ناصحين فالمؤمنون نصحة لبعضهم ولا يعني تقصير أحدنا في جانب ما أنه معذور من توجيه النصح للجميع وليتذكر أحدنا لو أن الله قبض روحه وهو في موطن المعصية أو كُشف أمره فماذا سيكون حاله؟ نسأل الله أن يستر عيوبنا ويغفر ذنوبنا ونعوذ بالله من الفضيحة في الدنيا والآخرة. أختي الفاضلة دعيني أحذرك لأنك أنت ربما كنت المستهدفة بالدرجة الأولى فكوني على يقين أن من ادعى الحب عبر النت إنما هو كاذب فو الله لا يرضاك زوجة له ولا يريدك إلا متعة سيتركها بعد أن يجد غيرها وسينظر لك نظرة احتقار وربما بادر هو لفضيحتك والتشهير بك فكوني حذرة وإياك وخديعة حب النت . نعم قد يكون هناك حبا حقيقا عبر النت ولكنه لا يرتقي لأن يكون دافعا لعلاقة الزواج بين الطرفين إلا في حالات لا تذكر مقارنة بغيرها وأخيرا أكرر النصيحة للجميع بأن يتقوا الله في السر والعلن وأن يراقبوا الله في كل أمر وأن يحفظ بعضهم بعضا فالدين لا يبرأ والديان لا يموت ولا يظلم ربك أحدا .
ومن الله نستمد العون والتوفيق .