سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
كهوف تاسيلي أقدم لغز بشري عمره ثلاثون ألف عام
هناك
حضارات كثيرة معروفة مثل الحضارة الفرعونية القديمة واليونانية ،
الفينيقية ، الحضارة الإسلامية وغيرها .. هذه الحضارات كان لها الأثر
والدليل على وجود صانعها في السابق ، ولكن لازالت حضارات تركت أثرها ولم
يستدل على أصحابها حتى الآن ؛ فاحتار العلماء في نسبها .. فأصبحت أقدم لغز
بشري على وجه الأرض فأثبت العلماء ان تاريخها يرجع إلى الثلاثون ألف سنة ..
فقد تم اكتشافه عن طريق الصدفة في عام 1938م وهي نقوش و رسومات عجيبة في "
كهوف تاسيلي " التي تقع ما بين الجزائر وليبيا ، حيث أن أدخلتها اليونسكو
في قائمة التراث العلمي في 1982.
كهوف تاسيلي هي مكان مجهول ومنسي في
الحدود الشرقية الجنوبية لدولة الجزائر .. مجموعة كهوف غريبة المظهر تشكلت
من الصخور البركانية والرملية لا يتصور أحد أن يزوره وفجأة أصبح هذا المكان
محط أنظار الجميع وتوافد عليه العلماء والباحثين و السائحين من كل بلد . .
ماذا حدث كي تتحول هذه البقعة من الصحراء لمكان مهم بهذا الشكل
بداية
الأمر كان الرحالة الفرنسي ( بربنان ) ـ في عام 1938م ـ يجتاز الحدود
الجزائرية الليبية في واحدة من رحلاته العديدة .. لفت انتباهه مجموعة كهوف
تنتشر في مرتفعات يطلق عليها اسم ( تاسيلي ) وبالفعل صعد إليها ودخل أحد
الكهوف فيها ؛ فوقف مذهولا أمام تلك الصور والنقوش العجيبة التي احتوتها
الكهوف , رسومات وصور لمجموعة من البشر يرتدون ملابس رواد الفضاء , ولوحات
لسفن الفضاء و لوحات لطائرات غريبة الشكل وبشر كأنهم يسبحون في الفضاء
يلبسون ملابس شفافة غريبة داخل مدينة ضخمة شديدة التطور , حينئذ وفي تلك
الكهوف التي اكتشفها الرحالة الفرنسي وقف الرجل حائرا أمام رسوم لأناس
يرعون البقر وسط مروج كثيفة وحدائق مخضرة , ورجال ونساء يرتدون ثيابا حديثة
مثل التي نرتديها في العصر الحديث , الصور كشفت عن رجال يلبسون لباس
الضفادع البشرية .. ورجالا آخرون يركضون نحو أجسام أسطوانية غامضة كان هناك
صورا لحيوانات برية وصورا لبعض الآلهة القديمة .
نال هذا الاكتشاف
اهتماماً كبيراً من علماء الآثار ووسائل الإعلام فجعلهم يتسابقون لزيارة
تلك المكان لمعرفة المزيد عن الرسوم والنقوش العجيبة .. وأهم الزيارات كانت
في عام 1956م .. عندما قام الرحالة ( هنري لوت ) بمرافقة مجموعة كبيرة من
العلماء بزيارة لتلك الكهوف .. والتقطوا لها صوراً فوتوغرافية عديدة ..
وبعد البحث والدراسة .. واستخدام وسائل متطورة للغاية )كالتحليل الذري ـ أو
الكربوني ) لمعرفة عمر تلك النقوش .. وجاءت النتيجة مذهلة حقاً لقد أكدت
التحـليل أن عمر هذه النقوش يقدر بأكثر من 30000 سنه ( ثلاثين ألف سنة ) أي
خيال محموم وقف ليرسم على جدران هذه الكهوف تلك الرسومات والنقوش ... أي
عبقرية تلك التي وقفت ترسم رسوماً ونقوشاً تسبق عصرها بثلاثين ألف سنة ....
ولماذا فعل هذا ؟؟ !! ..... لأي غرض رسم هذه النقوش و الرسومات ؟؟؟
تركت
تلك الكهوف ونقوشها من علامات الاستفهام والدهشة كماً لا حصر له وأطلق
عليها علماء الآثار اسم : " لغز كهوف تاسيلي" . بالطبع وضع بعض العلماء
نظريات حول هذا الموضوع .
يقول عالم السلالات الفرنسي ( جان لوبيك ) ”
هناك فترة تسمى ما قبل التاريخ حدث فيها انقسام لشعب موحد كان يوجد في هذه
المنطقة التي كشفت النتائج أنها كانت تمثل جنة خضراء قبل أن تحدث تغيرات
مناخية عنيفة أحالتها إلى صحراء جرداء , ثم تشتتوا على امتداد شمال القارة ,
وينصرف تفسير بعض العلماء إلي الزمن البعيد من فجر التاريخ , حيث بالامكان
ردها إلي الحضارة الفرعونية , لكن نتائج البحث في زمن رسومات كهوف تاسيلي
أظهرت أنها وبدون أدنى شك سابقة بكثير لزمن الحضارة الفرعونية , وكان
الاستنتاج إن الفراعنة هم الذين تأثروا بتلك الحضارة القديمة . ذلك محل شك
كبير على ضوء اكتشاف مومياء ليبية محنطة بالقرب من تاسيلي ويعود تاريخها
إلى زمن سابق لمعرفة الفراعنة المصريين للتحنيط , مهما يكن من أمر فان
خيوطا غامضة ومتشابكة في كل تفاصيل لغز كهوف تاسيلي .
وقال بعض العلماء
ان هذه الكهوف تقع فوق قارة " اطلانتس المفقودة" وأن احد سكان " اطلانتس "
رسم هذه الرسوم والنقوش . ليعبر بها عن التقدم الذي توصلت إليه هذه القارة
المفقودة ولكن ظهر من يعارض هذه الفكرة وقال البعض في معارضتهم لهذه الفكرة
ان قارة " اطلانتس " ( إذا اقترضنا انها كانت موجودة بالفعل ) فهي من
المفروض انها تقع بين المملكة المغربية وقارة أمريكا الشمالية ،
قالت
نظرية ” ان كائنات فضائية نزلت في هذا المكان بدليل وجود صور لبعض
المخلوقات الغريبة التي ترتدي ملابس فضاء , هذا الاحتمال فكان الرد عليها
بسؤال .. لماذا لم تكرر المخلوقات الفضائية زيارتها للمكان , خاصة و انهم
فعلوها من قبل ؟ .
وفي نظرية أخرى ” إن أصحاب تلك النقوش هم من أفراد
الجنس البشري الأول , ورسموا تلك الرسومات بعد ان تناولوا بعض النباتات
التي تسبب الهلوسة , وأشار هيرودوت إلى وجود غابات وأنهر وأفيال و أسود
وتعابين ضخمة للغاية , ورجال ونساء متوحشين في منطقة ليبيا والجزائر ,
والاستنتاج القائم دائماً إن منطقة الصحراء الكبرى كانت تمثل جنة .
وجاء
في نظرية السفر عبر الزمن , ويعتقد أصحابها , إن احد الأشخاص في المستقبل
قد اخترع آلة الزمن وانتقلت به إلي ذلك الماضي ولم يستطع العودة فرسم تلك
الرسوم .
وظهرت نظرية أخرى تقول : ان من رسم هذه الرسوم أحد سكان الأرض
الأقدمين من الحضارات السابقة التي لا نعرف عنها شيئاً التي اندثرت وكانت
قد وصلت من التقدم إلى شأن كبير من قبل ان تندثر ولم تترك ورائها أي دليل
على وجودها أو ربما تركت ونحن لم نصل لهذا الدليل بعد .
بالطبع كلها
نظريات بلا دليل واحد يثبت صحتها ؛ فلم يستطع أحدهم إثبات نظريته ولكن
يبقى لنا اللغز الأصلي بلا حل ولا تبرير " كهوف تاسيلي " مازالت حتى يومنا
هذا تجذب الآلاف إما بغرض الدراسة أو البحث أو السياحة وتترك لنا لغزاً
محيراً يثبت لنا شيئاً واحداً .. أننا لا نعلم الكثير عن تاريخ أرضنا التي
نعيش عليها إلا عن حضارة تركت ما يدل على صانعها