يقول شاعرنا
في صبيحة اليوم الذي قتل فيه استيقظت على هديل الحمام المتجمع على طاقة زنزانتي ينشد فتات الخبز الذي كنت أذرّه له وكان هديله متواصلا وكثيرا ملفتا للإنتباه فخيل إليّ لما علمت بمقتله في اليوم التالي أنه كان يبكيه ..
فجاءت هذه الأبيات
على البطل المغوار تبكي الحمائمُ *** وحقُّكَ أن تبكي عليكَ العوالمُ
حفيظ ٌ لآيات الكتاب نصرتَها *** بِمعصمكَ البتار حُزّت غلاصم
غيورٌ لدين الله تسعى لِعزه *** ويُبكيك خذلانه والنصر قادم
شديد على الكفار للشرك قامع *** وليس يضر الاُسدَ باللوم لائم
رؤوفٌ على الإخوان يُسهرك همهم *** شجاع لذي الهيجاء تحكي الملاحم
كريم بذولٌ للندى والدراهم *** عفيفٌ عليٍّ ُ النفسِ ثَمَّةَ حازم
وهذي خصالٌ لستُ فيها مبالغاً *** وما خُطّ في الآلآم إلا التألم
سُجِنتُ لإطراءٍ يسيرٍ أغاظهم *** فهذي المدائحُ قد أتتهم تُدمدم
مضيتَ إلى الأفغان تبغي شهادةً *** فجائتك في أرض العراقِ المكارم
قضيتَ بأرض الرافدين مجاهداً *** لنُصرةِ توحيدٍ أتتك الضراغم
ثبتَ لأمريكا وأذناب كفرها *** وما فتئتْ تلحقهم منك هزائم
فلا غرو إن شربوا الأنخاب فرحةًً *** لمقتلك الغالي وتبكي الصوارم
ألا يا طغاة الحكم وعداً؛ ستغلبون *** سيهزم جمعكمو قريباً ويندمُ
أحسبتموا سفهاً بأنّ جموعكم *** ستطفئ نورَ الله يوما؟! خسئتمو
ألا يا عبيد الكفر مهلا فدينُنا *** مقيمٌ لأبطالِ الجهاد وقيّمُ
وإن تفرحوا حيناً ستبكون أَحْيُنا *** فما لكمو من غارةِ اللهِ عاصمُ
أيا أعبدَ الصلبان هلاّ ذكرتمو *** ذهولكمو والطائراتُ تُصادم؟!
أنسيتم الأبطال منّا بواسلا؟ *** وأما الوقود وطائرات فمنكمو
وللقتلُ في ذاتِ الإله فإنه *** حبيبٌ إلينا حبّكم لحياكمو
وإن كان في المحيا التنافسُ عندكم *** ففينا التسابق كيف تُفرى الجماجم
وفي جمع لذات الدّنايا فهمّكم *** ونحن فأعظم لذاتنا في الذي هو آلمُ
ألا يا رب بارك على أشلاء أحمد *** فنحسبها لله كانت تقاوم
تقبله يا رب شهيدا ومن معه *** بجنات عدن في اللذين تقدموا
ألا يا صاحبي الغالي فقرَّ أعينا *** فإنا على العهد الذي كنت تَعلمُ
سنمضي على البيع الذي بايعْنا ربَّنا *** لنلحق بالأحباب، والله أكرم
عسى ربي الرحمن يجمع شملنا *** بفردوسه العالي، هناك نُنعّم
أيا رب يا منان فاجعل ختامنا *** شهادة صدق مسكها يَعرُف والدم
ألا كلما ناح الحمام تذكروا *** أبا مصعب وصاحبه فادعوا وسلموا