سائلة تسأل تقول :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دائما وفي كل جمعه ولله الحمد اقرأ سورة الكهف
وفي يوم من الايام كان عندنا ضيوف والوقت مره ضيق
ولم اجد الفرصه لقراءة السوره
قالت لي احد الموجودات انه يجوز قراءة العشره الايات الاولى فقط
وتكفيكي في هذا اليوم عن السوره كامله
طبعا انا استغربت والمعلومه بالنسبه لي جديده وغريبه
قلت نجي نشوف الشيخ وليد المصبآحي ايش يقول
حفظه الله ورعاه واطال في عمره
بالإضافه على سؤال بسيط في هذا الخصوص اريد ان اعرفه
هل لسورة الكهف وقت محدد لقراءتها كما يقال من بعد اذان الجمعه الى غروب الشمس
يعني الى اذان المغرب؟؟
سمعت اكثر من قول وابغى اعرف الوقت لقرائتها
وجزاكم الله خير
بسم الله
الحمد لله.قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين)رواه النسائي وهو صحيح الإسناد
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين العتيق)رواه الدارمي موقوفا على أبي سعيد رضي الله عنه .
وفي رواية (من قرأ سورةالكهف يوم الجمعة كان له كفارة ما بين الجمعتين).
ففي هذه الأحاديث الفوائد التالية :
1-أنه لابد من قراءة سورة الكهف كاملة من غير نقصان حتى يحصل الثواب المترتب ,ومن قال يكفي قراءة شئ منها فقد أخطأ لأن العلماء قالوا (من السنة أن يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة بسورتي السجدة وألإنسان فإن اقتصر على أجزاء من السورتين لم تحصل السنة والفضيلة)فكذلك قراءة الكهف,ولأنه قال (من قرأ سورةالكهف)ولم يقل (من سورة الكهف),كقوله عليه الصلاة والسلام (من قرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه) فلا تحصل له الفضيلة بالاقتصار على آية مثلا,وجزء السورة لايسمى سورة فمن قرأ جزءا يسيرا من سورة الكهف لم يصدق عليه أنه قرأ سورة الكهف ,فمن درس الى الصف الخامس الابتدائي مثلا لم يصدق عليه أنه درس الابتدائية ومن قرأ عشرين سورة من القرآن مثلا لم يصدق عليه أنه قرأ ختمة ,وليس هنالك دليل فيما نعلم على أن عشر آيات من سورة الكهف تجزئ عن بقية السورة ,ولا مجال للقياس والرأي في هذه العبادات والفضائل لأنها أمور غير معقولة المعنى فتكون مقصورة على الوحي .
2-بينت الأحاديث أن سورةالكهف يبدأ وقتها لتحصيل الفضيلة من غروب شمس يوم الخميس لأن الحديث فيه (ليلة الجمعة) وينتهي وقت تحصيل الفضيلة(بغروب شمس يوم الجمعة لأن الحديث فيه (يوم الجمعة).
3-قال الفقهاء :أفضل وقت لقراءتها إذا دخل المسجد ينتظر خروج الإمام للخطبة ,لقول خالد بن معدان الكلاعي الحمصي وهو من العلماء الزهادفيما بلغه:
من قرأسورة الكهف يوم الجمعة قبل أن يخرج الإمام كانت له كفارة الى الجمعة ألأخرى ,وبلغ نورها البيت العتيق.
4-قلت:لو قرأها مرتين مرة ليلة الجمعة ومرة يوم الجمعة فهو أفضل لتحصل له الفضيلتان:
الأولى:من قراها ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق.(وهذه تعلقها بالمكان)
الثانية:من قرأها يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين وكانت له كفارة .(وهذه تعلقها بالزمان).
وقد تقرر في علم الأصول أن المطلق لا يحمل على المقيد عند انفكاك الجهة ,فلما اختلف الثواب باختلاف الزمان تعين أن نحمل ذلك على تعدد العمل,فيجتمع لمن قرأها مرتين نوران الأول:زماني.والثاني:مكاني.
5-لاشك أن الأفضل أن يقرأها في جلسة واحدة فإن قرأها في أكثر من مجلس حصلت له الفضيلة مثل أن يقرأ جزءا منها في ليلة الجمعة وجزءه منها صبح الجمعة وجزء عصر الجمعة ويختمها حصلت له الفضيلة .
6-إن كان معتادا على قراءة سورة الكهف كل جمعة وحصل له أمر طارئ في جمعة من الجمع لم يستطع فيه أن يقرأها حصلت له الفضيلة لقوله عليه السلام (إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما).حديث صحيح.
7-إذا اجتمع عدد من الناس على قراءة سورة الكهف في مجلس واحد كل يقرأ جزءا منها لم تحصل الفضيلة لكل واحد بل حصلت الفضيلة لهم مجتمعين كما لو كان رجلا واحدا لإن قراءة سورةالكهف سنة عينية يوم الجمعة وليست سنة كفائية ,ومثلهم كمثل رجل كلف بعمل في يوم فأخذ أجره كاملا ,ولما أشرك معه عدة أشخاص في العمل تقاسموا الأجر فيما بينهم .والله اعلم .
8-إذا غربت الشمس من يوم الجمعة فلا تقضى سورة الكهف لمن لم يقرأها سواء أكان معذورا أم غير معذور لأنها موقتة بوقت والسر في تحصيل الفضيلة إيقاع التلاوة في الوقت المحدد لاخارجه ,كحديث (ما من مسلم يموت يوم الجمعةاو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر)فلو مات قبل الوقت أو بعده لم تحصل له
الفضيلة المذكورة في الحديث ,وقد يقول قائل :القراءة مقدور عليها والموت والحياة بيد الله ,قلنا:نحن نريد ـن نستدل بأن المكلف حتى لو كان معذورا مغلوبا على أمره ولم يقرأ الكهف حتى غربت الشمس من يوم الجمعة لم تحصل له الفضيلة ,أما لو ترك قراءة الكهف توانيا وتكاسلا وقرأها بعد الغروب لم تحصل له الفضيلة بلا إشكال.والله الموفق
-منقول للفائدة-