حكم مقولة فلان ملتزم
السؤال: ما حكم القول فلانٌ ( ملتزم ) وهل هذا القول مستحدث ؟؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد: فلفظة ملتزم؛ لو نظرنا في كتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم وكلام السلف؛ لما وجدنا هذا اللفظ، وإلى عهد قريب ما كنا نعرفه.
واللفظ الشرعي الذي جاء في كتاب الله تعالى هو في قوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ ). هود.
فلم يقل عز وجل: فالتزم. وفي قوله تعالى: ( فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ ). الشورى
وأيضاً في قول تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ). سورة فصلت وتكررت في سورة الأحقاف. ومعنى الآية: استقاموا على التوحيد والإيمان وغيره مما وجب عليهم.
وفي قوله تعالى: ( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً ). الجن. معنى الآية: استقاموا على طريقة الإسلام وشريعته سبحانه وتعالى.
فكرر سبحانه لفظة الاستقامة في كتابه العزيز، لأنه سبحانه وتعالى أعرف بحال عباده. أما الالتزام؛ فهو من: لزم؛ بمعنى؛ لزوم الشيء؛ إذا لَزِمَ شيئاً لا يُفارِقه ولا يبرح عنه.
قال صاحب لسان العرب: " والفِعل لَزِمَ، لزِمَ الشيءَ يَلْزَمُه لَزْماً ولُزوماً ولازَمه مُلازَمَةً ولِزاماً والتزَمَه وأَلزمَه إِيَّاه فالتزَمَه ورجل لُزَمَةٌ يَلْزَم الشيء فلا يفارِقه ". اهـ.
فمَن مِنّا ملتزماً بشرع الله كما ينبغي ؟؟!!! ومن منا يستطيع أن يلتزم بشرعه سبحانه وتعالى التزاماً كما يريد ربنا ويرضى ؟؟؟!!!!
وإذا نظرنا في كلام السلف الذي جاء في مؤلفاتهم في هذا المعنى الذي نسمعه اليوم؛ لوجدناهم يعبرون بـكلمة: [ عابد ـ متنسك ـ صاحب عبادة ].
فلفظة: ملتزم، فيها مبالغة في الاستقامة و والواقع المُرّ؛ عدم الوفاء بمدلولها، وفيها تزكية؛ إذ أنه لا أحد ملتزم بكل ما جاء به الشرع. وعلى هذا؛ لا شك أنها محدثة لا نعهدها من كلام السلف. والله أعلم.