بسم الله الرحمن الرحيم
السلامٌ عليكم و رحمة الله و بركاته
[[الصدق : خلق نبيل ومن أسس الفضائل به تستقيم
الحياة وتسير به سيراً حميداً ، وإن الصدق ليعلي صاحبه ويرفع منـزلته عند
الله وعند الناس ، فيكون محترم الكلمة محبوباً إليهم مقبول الشهادة
والحديث عندهم.
فعليك
بتحري الصدق ، في القول ، وفي العقيدة ، وفي العمل ، لقد أرشدنا الرسول
الكريم صلى الله عليه وسلم إلى مسألة تربوية عظيمة وهي طريق تربية الخلق
وتكوينه وتقويته في النفس وذلك بأن يتحرى الإنسان القول الجميل والصنع
المجيد ويقصد إلى عمله المرة بعد الأخرى والرابعة تلو الثالثة والسادسة بعد
الخامسة حتى يؤثر هذا التكرار في نفسه وكلما أصر على متابعة ذلك العمل
ازداد لصوقاً بنفسه ورسوخاً فيها.
فمن
طمحت نفسه إلى منازل الصديقين وأن يكون الصدق خلقه وشيمته وطبعه فليتحر
الصدق في أقواله وأعماله وليتابع ذلك فإذا بالصدق خلقه ، وإذا به يحتل بعون
الله منازل الصديقين ، وكما أن الصدق من أسس الفضائل ، فإن الكذب من أسس
الرذائل. به يتصدع بنيان المجتمع ويختل سير الأمور ويسقط صاحبه من عيون
الناس لا يصدقونه في قول ولا يثقون به في عملٍ أحاديثه باطلة لذلك حذر منه
رسول اللهr.
وفي القرآن الكريم كثير من الآيات المقبحة للكذب المنفرة عنه المتوعدة عليه بالعذاب الشديد.
قال
تعالى :[ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا
على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع قليل
ولهم عذاب أليم] (النحل 116-117) ، وقال تعالى: [إنّما يفتري الكذب الذين
لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون] (النحل 105)، وهل الشرك واتخاذ
الأنداد الذي هو أكبر الجرائم والذنوب إلا كذب ، وهل النفاق الذي هو شر من
الكفر الصريح إلا كذب ، وكذلك الغش في المعاملة ونية الإخلاف في المواعيد
والرياء في الأعمال كلها من ضروب الكذب.
فابتعد
أيها المسلم عن الكذب واربأ بنفسك عن تحريه فإن فيه وفي تحريه وتقصُّده
الهلاك والانحدار إلى هوة الفجور ؛ لأنه يسوق صاحبه ويجره إلى منازل الفجار
وإن الفجار لفي النار [وإن الفجار لفي جحيم * يصلونها يوم الدين]
(الإنفطار13-14).]].
المرجع:
كتاب: مذكّرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع (62-63).