من أين جاء القمر ؟ وكيف وصل إلى موقعه الحالي مرتبطاً بجاذبية الكرة الأرضية يدور حولها ولا ينفك عنها ؟
أسئلة جعلتني أسبح في عالم من الاستنتاجات والخيال وبالنهاية لم أصل لجواب يرضي فضولي، فقررت البحث عن هذا الموضوع ومشاركتكم الفائدة فيما سأتوصل إليه من معلومات.
توصل العلماء إلى عدة فرضيات حول كيفية نشوء القمر بعد دراسات معمقة لأشعة جاما وعينات من صخور القمر والأرض.
لكن قبل البدء في عرض هذه النظريات أود أن أعلمكم بما اكتشفه العلماء قبل وضعهم لهذه الفرضيات، لقد اكتشفوا أن مكونات صخور الأرض هي نفسها مكونات صخور القمر !
فرضية 1 :
نشوء القمر جاء نتيجة لاصطدام كوكب سيار بحجم كوكب المريخ بالأرض، عندما كانت الأرض عبارة عن محيط هائل من الحمم البركانية والصخور، تناثرت الحمم البركانية والصخور الناتجة عن الاصطدام إلى الفضاء وعلقت في مجال جاذبية الأرض وبدأت بالدوران حول الأرض، كان القمر في بداية تشكله قريباً جداً من الأرض، وكان يبدو في السماء أكبر من حجمه الحالي بعشرين مرة!
للأسف لم يكن هناك أي مخلوقات حية ذاك الوقت لتشهد هذا المنظر الرائع.
فرضية 2 :
هذه الفرضية وضعها العالم “إدوارد روچي” وتقول أن القمر تشكّل نتيجة لمرور سحابة من الغبار الكوني بجانب الأرض “الغبار الكوني هو بقايا مواد تناثرت في الفضاء نتيجة لانفجار النجوم” وعلقت في الجاذبية الأرضية وبدأت في الدوران على الأرض بطريقة مشابهة لما ذكرت الفرضية السابقة، وتشكّل بالنهاية القمر.
شكك العديد من العلماء بهذه الفرضية بناءً على أن الأجسام المتشكلة من بقايا جسيمات صغيرة بهذه الطريقة دائماً ما تكون غير منتظمة الشكل، لكن إدوارد وضّح أنه في حال تكون أجسام كبيرة جداً بحجم القمر، فإن الجسم الناتج سيكون دائرياً وليس غير منتظم الشكل
فرضية 3 :
تقول هذه الفرضية أن نشوء القمر جاء نتيجة لانفصال جزء من الكرة الأرضية أثناء دورانها السريع “بالضبط كما ينفصل الطين عن عجلات الدراجة الهوائية المسرعة” انطلقت هذه القطعة إلى الفضاء واستقرت في مدار القمر الحالي وتهذّب شكلها حتى وصل إلى ماهو عليه الآن، ومن المحتمل جداً أن يكون المكان الذي انفصل منه القمر ما يعرف حالياً بالمحيط الهادئ.
فرضية 4 :
هذه الفرضية تقول أن القمر كان جسماً سابحاً في الفضاء وعلق في مجال جاذبية الكرة الأرضية أثناء مروره قربها.
هذه النظرية باعتقادي هي الأبعد عن الصحة بسبب وجود العديد من الكواكب والنجوم في الفضاء، وجاذبية الكثير منهم أكبر من جاذبية الكرة الأرضية.
فرضية 5 :
نشوء القمر كان نتيجةً لاصطدام نيزك أو كوكب سيار بالأرض، ونتيجة للتصدع الذي أحدثه في القشرة الأرضية تناثرت الحمم البركانية إلى الفضاء، بردت ثم شكّلت القمر.
تعتبر الفرضية الأولى هي الأقرب إلى الصحّة لما وجد العلماء من أدلة قويّة تدعّم هذه الفرضية، كما ان العلماء وجدوا من الأدلة ما يدل على أن القمر يبتعد كل سنة عن الأرض 3.8 سم ، لكنه سيحتاج لميارات السنين لكي يهرب من جاذبية الكرة الأرضية .