كيف نستغلُّ الوقت، وكيف نعمل؟
1- احتساب استغلال الوقت للعبادة.
2- ترتيب الأولويَّات:
الالتزام بالأولويَّات التي تشمل العبادات المفروضة، وحقوق الوالدين، والأرحام، والعمل أو الدراسة؛ وهذه واجباتٌ مفروضة، تشغل من أوقاتنا، ولسنا مخيَّرين في أدائها؛ وبعدها يأتي وقتٌما نحن مخيَّرون فيه.
3- إعداد مفكرةٍ يوميَّةٍ لتنظيم الأعمال:
يقول عمر الفاروق رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تُحاسَبوا".
فحضِّري مفكرةً لكتابة الأعمال التي تنوين القيام بها خوفاً من النسيان، وإعانةً على ضبط الوقت وتنظيمه، تضعين فيها أهدافاً أسبوعيَّة، وشهريَّة ومن ثَمَّ سنويَّة.
4- استغلال الوقت لتنمية ثلاثة محاور أساسيَّة:
- محور أداء العبادات والسنن والأذكار والصدقات.
- محور الأخلاق، وصلة الرحم، والبرِّ، ولطف المعاملة.
- محور الحرص على البناء الذاتيِّ لتكوين شخصيَّةٍ مسلمةٍ مثقَّفةٍ جادَّةٍ معطاءة.
5- نَمِّي ذلك الشيء الذي تُتقِنينه أكثر، ولتستفيدي من مهارتك فيه.
قضاء وقتٍ ليس بقليلٍ في القراءة:
لقراءة السيرة النبويَّة، وسيرة الصحابة، وخبرات المفكِّرين والدعاة والعاملين، والاطِّلاع على كنوزهم لاتِّخاذ القدوة السليمة في استغلال الوقت وبدء العمل، وهذه نقطة انطلاقٍ هامَّةٌ جدًّا لمعرفة ما هي الأعمال التي نعملها لنُسخِّر وقتنا لما يفيد الزمن والدين، ويمكنك الحصول على ذلك من عدة طرقٍ مختلفة؛ فبالإضافة إلى الكتب هناك سماع شريطٍ أو محطَّةٍ إذاعيَّةٍ وغير ذلك من وسائل تمكِّنك من الاستفادة من الدقائق المتوفِّرة بين الأعمال في الطريق مثلا، أو في انتظار موعد، كوني مستعدَّةً بحمل كتيِّباتٍ صغيرةٍ أو أشرطة، باعتبار ذلك متعةً عظيمة، وإشباعاً لرغبة العلم.
فلا أروع من أن يكون اليوم بادئاً صباحه بذكر الله، فانطلاقٌ للعمل وبناء العلاقات، وأداء الواجبات، والتزوُّد بالعلم إلى أن يحين الليل فنفتحه بذكر الله حتى تحين عبادة النوم، لنكون عبَّاداً لله كلَّ لحظة.
ولا ننسى أنَّ الساعة الأولى من اليوم هي الضابطة لليوم كلِّه.
كيفيَّة إدارة الوقت:
- لابدَّ من وجود قابليَّةٍ لتغيير الأعمال وتنويعها بدلاً من تأجيلها إذا تغيَّرت رغبتك في أدائها، لأنَّ إدارة الوقت مهارةٌ يمكن اكتسابها بالانضباط والتمرين، وتتطلَّب منك ضبط، تملُّك، تحكُّم بالنفس.
- توجد كتبٌ كثيرةٌ عن إدارة الوقت لخبراء ومفكِّرين من الغرب، سأنقل لكِ بعض العبارات لأحد الخبراء، باعتبارهم نجحوا كثيراً في إدارة أوقاتهم:
* لكي تديري وقتك جيِّداً وبحماس، ضعي أهدافاً شهريَّة، وأسبوعيَّة، وأهدافاً بعيدة.
* قاعدة "بريتو" تنصُّ على أنَّ 20% من نشاطاتك مسؤولةٌ عن 80% من نتائجك، فما هي أعلى 20% لديك؟
* كلُّ دقيقةٍ في التخطيط توفر لك 10 دقائق في التنفيذ، وهذا يعطيك 1000% من العائد المستثمر من بذل الطاقة.
* لتفعلي المزيد من شيءٍ ما، يجب أن تفعلي الأقلَّ من شيءٍ آخر، فما الذي يجب أن تفعل منه الأكثر؟ وما الذي يجب أن تفعل من الأقلّ؟
* لتسألي نفسك باستمرار: هل ما تفعلينه الآن هو أعلى عائدٍ من الوقت المستثمر؟
* ما الأنشطة التي يجب أن تتوقَّفي عنها، لتجدي المزيد من الوقت لتأدية الأنشطة ذات الأهمِّيَّة الحقيقيَّة؟
* وهنا أودُّ أن أُشِير -يا أختي العزيزة- إلى أنَّنا يجب أن نُسخِّر وقتنا في هذه الأيَّام للجهاد في قضيَّة فلسطين، وتهيئة أنفسنا لهذا الجهاد.
ذكر فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله ورعاه أنَّ الجهاد ستة أنواع:
- جهادٌ بالنفس، وهذا ما لا نملكه.
- وجهادٌ بالمال، ويتفرَّع إلى فرعين:
الأوَّل: دعم المجاهدين: "من جهَّز غازياً فقد غزا"رواه البخاريُّ ومسلم.
والثاني: منع دعم جيش العدوّ "كمبدأ المقاطعة".
- وجهادٌ ثقافيّ، ويتفرَّع كذلك إلى فرعين:
الأوَّل: سماع الأخبار، والبحث عن الرؤية الصحيحة لأبعاد ما يحصل الآن.
والثاني: لتصحيح أفكار الناس الخاطئة لما يحصل.
- والنوع الأخير: جهادٌ روحيّ، والذي من ضمنه دعاء القنوت للمسلمين ولما يحصل لهم.
ومن هذا التقسيم الثمين نبدأ الآن، ونستغلُّ وقتنا بجهادٍ ماليٍّ وثقافيٍّ وروحيّ.
فالوقت الآن هو وقت فلسطين، وقضيَّة إخواننا المسلمون هناك.
وهنا يأتي دور مبدأ "التخلِّي المبدع"، وهو التخلِّي عن الأنشطة التي لم تعد ذات أهمِّيَّةٍ بالنسبة لكِ كمسلمةٍ وعضوٍ في هذا الجسد الواحد.
سؤالك -يا عزيزتي- مسئوليَّةٌ عظيمةٌ نحن مسئولون عنها جميعاً، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربِّه حتى يُسأَل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وماذا عمل فيما علم"رواه الترمذيُّ وصحَّحه.
فلنحرص لنجعل مستقبلنا حاضراً معتزًّا بعمل المسلم وأدائه.
كما أنصحك بقراءة كتاب "قيمة الوقت في حياة المسلم" للدكتور يوسف القرضاوي، ومطالعة الروابط التالية:
- إرشادات في إدارة الوقت
- سيطر على وقتك
- ميثاق الفراغ