الحامل التي تقرأ القرآن تلد طفلا معلقا
بالقرآن أولاً : مرحلة الأجنة ؟؟ في هذه المرحلة يكون الجنين في مرحلة تكوين من طَور إلى طَور .. ولك أن
تتخيل جنينك وهو ينمو ويتكون على نغم القرآن المرتَّل !!!!
فلقد أثبتت البحوث والدراسات المتخصصة في علم الأجنة أن الجنين يتأثر بما
يحيط بأمه ويتأثر بحالتها النفسية حتى أنه يتذوق الطعام التي تأكله وهي
تحمله ويُقبل عليه أكثر مِمَّا يُقبل على غيره من الأطعمة ..!
كما أثبتت الأبحاث أن هناك ما يسمَّى " بذكاء الجنين " أما أحدث هذه
الأبحاث فقد أثبتت أن العوامل الوراثية ليست فقط هي المسئولة عن تحديد
الطباع المزاجية للطفل ولكن الأهم هي البيئة التي توفرها الأم لجنينها وهو
ما زال في رحمها فبالإضافة إلى الغذاء المتوازن الذي يحتوي على كل العناصر
الغذائية والفيتامينات التي تحتاجها الأم وجنينها و حرص الأم على مزاولة
المشي وتمرينات ما قبل الولادة فإن الحامل تحتاج أيضاً إلى العناية بحالتها
النفسية لأن التعرض للكثير من الضغوط يؤدي إلى إفراز هورمونات تمر إلى
الجنين من خلال المشيمة فإذا تعرض الجنين إلى ضغوط نفسية مستمرة فإنه سيكون
في الأغلب طفلاً عصبياً صعب التهدئة ولا ينام بسهولة بل وربما يعاني من
نشاط مُفرِط وًمن نوبات المغص ..
إذن فالحالة النفسية للأم تنعكس - بدون أدنى شك - على الجنين لأنه جزء منها
..لذا فإن ما تشعر به الأم من راحة وسكينة بسبب الاستماع إلى القرآن أو
تلاوته ينتقل إلى الجنين مما يجعله أقل حركة في رحمها وأكثر هدوءا ً بل
ويتأثر بالقرآن الكريم .. ليس في هذه المرحلة فقط وإنما في حياته
المستقبلية أيضاً !!
ولقد أوضحت الدراسات المختلفة أن الجنين يستمع إلى ما يدور حول الأم ..؟؟
ويؤكد هذا فضيلة
الشيخ الدكتور "محمد راتب النابلسي" الحاصل على الدكتوراه في تربية الأولاد في الإسلام في قوله
:" إن الأم الحامل التي تقرأ القرآن تلد طفلاً متعلقاً
بالقرآن " كما أثبتت التجارب الشخصية للأمهات أن الأم الحامل التي تستمع كثيراً إلى
آيات القرآن الكريم أو تتلوه بصوت مسموع يكون طفلها أكثر إقبالاً على سماع
القرآن وتلاوته وتعلُّمه فيما بعد بل إنه يميِّزه من بين الأصوات وينجذب
نحوه كلما سمعه وهو لايزال رضيعاً !!!!!
لذا فإن الإكثار من تلاوة القرآن والاستماع إليه في فترة الحمل يزيد من
ارتباط الطفل عاطفياً ووجدانياً بالقرآن ما يزيد من فرصة الإقبال على
تعلُّمه وحِفظه فيما بعد ..
ثانياً : مرحلة ما بعد الولادة حتى نهاية العام الأول : تبدأ هذه المرحلة بخروج الجنين إلى الدنيا حيث أول محيط اجتماعي يحيط به
لذا فإنها تعد الأساس في البناء الجسدي والعقلي والاجتماعي للطفل ولها
تأثيرها الحاسم في تكوين التوازن الانفعالي والنضوج العاطفي فلا عجب إذن أن
يركز المنهج الاسلامي على إبداء عناية خاصة بالطفل في هذهِ المرحلة
"فالطفل في أيامه الأولى وبعد خروجه من محضنه الدافئ الذي اعتاد عليه فترة
طويلة يحتاج إلى التغذية الجسمية والنفسية ليعوِّض ما اعتاده وأِلفه وهو في
وعاء أمه ..
لذا نرى المولى سبحانه يوصي الأم بأن ترضع طفلها حولين كاملين ويجعل هذا
حقاً من حقوق الطفل كما نراه عزوجل : يكفل للأم في هذه الفترة الطعام
والكساء هي ورضيعها كما جاء في قوله سبحانه :
وَالْوَالِدَاتُ
يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ
يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ
وَكِسْوَتُهُنَّ بالمعروف)البقرة:233
ولقد فطن العرب منذ آلاف السنين إلى تأثير فترة الرضاعة على تكوين شخصية
وطباع الطفل فكانوا يختارون لأبنائهم المرضعة حسنة الخُلُق الودودة ..
ولطالما عجبت كاتبة هذه السطور من السيدة " آمنة بنت وهب "التي ألقَت
بوليدها الوحيد بين أحضان امرأة أخرى يلتقم ثدياً غير ثديها وينهل من حنان
غير حنانها وهي التي مات عنها زوجها وهي بعد لم تزل عروسا ً زُفت إليه منذ
شهور..
ولكن التفكير في مصلحة الوليد كان فوق كل هذه المشاعر والأحاسيس فقد كانت
مكة تعد بلاد حَضَر وكان العرب يرجون لأبناءهم جواً بدوياً ينشئون فيه" لكي
يبتعدوا عن أمراض الحواضر، وتقوى أجسامهم وتشتد أعصابهم ويتقنون اللسان
العربي في مهدهم "
كما كانت الصحابيات-رضوان الله عليهن - يُغنِّين لأطفالهن من الذكور أثناء
الرضاعة أغاني تُحفِّز على البطولة والرجولة لترسخ هذه المعاني في أذهانهم
منذ نعومة أظفارهم !!!
فما بالنا بالأم التي ترضع وليدها على نغمات القرآن المرتل بصوتٍ ندي ..
ألا يعينه ذلك على حب القرآن الكريم؟
وفي عصرنا الحالي ، نرى " علماء النفس " على اختلاف مشاربهم يولون هذه
المرحلة أهمية قصوى باعتبارها الهيكل الذي تُبنى الشخصية على أساسه. فنراهم
يُجرون دراسات حول ما يسمى بذكاء الرضيع ثم يقومون بمحاولات تربويية
لاستغلال هذه الفترة في تنشئة أطفال عباقرة " ومن ثم فإن الأم التي تُرضع
طفلها على صوت ندِيٍ يتلو القرآن الكريم فإن الراحة والسكينة والاطمئنان
والحنان الذين يشعر بهم الطفل وهو بين أحضان أمه سيرتبطون في عقله اللاواعي
بالقرآن الكريم..
ومن ثم يصبح القرآن بالنسبة للطفل- فيما بعد- مصدراً للأمن والاطمئنان
والسعادة ونوعاً آخر من الزاد الذي يشبع قلبه وروحه كما كانت الرضاعة تشبع
بطنه وتُسعد قلبه فإذا كانت الأم هي التي تتلو القرآن مجوَّداً فإن ذلك
يكون أقرب لوجدان الطفل وأشد تأثيراً فيه وأهنأ له ولأمه.